مقالات

خديجة الرحيمة تكتب: عفوا كابتن “المفتي” هل وصل بنا التدهور لهبوط الطائرات على ضوء الشمس؟

خرطوم سبورت

للحقيقة وجه آخر

خديجة الرحيمة

عفوا كابتن “المفتي” هل وصل بنا التدهور لهبوط الطائرات على ضوء الشمس؟

(1)

تفاجأت جدا كالبقية من تصريحات خبير الطيران كابتن عادل المفتي لقناتي العربية والحدث عن إمكانية هبوط الطائرات بمطار الخرطوم الدولي بإستخدام ضوء الشمس دون الحاجة لأجهزة ملاحة بحسب ما ذكر

كيف يمكن لطائرات تجارية محكومة بقوانين دولية او طائرات تحمل ارواح مسافرين ان تعتمد بشكل كلي على ضوء الشمس في الهبوط تساؤلات عديدة تفرض نفسها: هل سيتم هبوط الطائرات وهي تحمل ارواح وبضائع على ضوء الشمس وبدون تنسيق من الكنترول بالمطار وكيف يتم التنسيق مع الطائرات الاخرى التي تنوي الهبوط وماذا عند حدوث أمطار او غيوم لأي وهل شركات التأمين ستوافق على هبوط طائرات الركاب والبضائع المدنية في عدم وجود أجهزة ملاحة جوية تصدق عليها منظمة الطيران العالمية؟

 

(2)

بالفعل هبطت طائرة الفريق البرهان بمطار الخرطوم لكنها طائرة خاصة وليست تجارية لذلك من المستحيل ان يتم الاعتماد على ضوء الشمس للهبوط بالمطار خاصة لطائرات الركاب وحسب المعايير القياسية لشركات الطيران العالمية فإنه من الصعب هبوط اي طائرة في مطار لا تتوفر فيه أجهزة ملاحية لأن الإضاءة المدرجية مهمة جدا نعم هنالك مطارات تقتصر عملياتها على الفترة النهارية سواء كانت لدواعي امنية او لعدم توفر الإضاءة المدرجية او لقلة الحركة الجوية او لأسباب السلامة العامة لأن انواع عمليات تشغيل المطارات عدة منها مطار يعمل ٢٤ ساعة وهذا يكون مجهزا بأنظمة الإضاءة المدرجية كمطار الخرطوم سابقا وسيكون مع الاضاءة المدرجية جهاز هبوط تستطيع الطائرات من خلاله الهبوط من مدى رؤية يعتمد على حسب سياسة الشركة في السماح للكابتن بالهبوط عند تدني الرؤية بحسب خبراء الطيران ولكن ما يتحدث عنه كابتن المفتي شبه مستحيل لأن مطار العاصمة ليس من المطارات الصغيرة او الخاصة الذي يمكن أن يتعمد على الهبوط فيه دون أجهزة ملاح

 

(3)

الهبوط والاقلاع دائما يتم التنسيق له مسبقا مع أبراج المراقبة الجوية لذلك من الصعب ان يتم الهبوط على ضوء الشمس بدون أجهزة ملاحة والرؤية الأفقية والراسية تعتمد على شدة الحالة وتجهيزات المطار وكلما زادت التجهيزات ستكون إمكانية الهبوط الأمن متاحة وكلما قلت التجهيزات مع شدة حالة الطقس سيصعب الهبوط

ورغم أن الحد الادنى للرؤية الأفقية يختلف من شركة لأخرى حسب سياستها لكن من المستحيل ان يتم تطبيق ذلك في مطار الخرطوم الدولي

وربما كان يتحدث كابتن المفتي عن مطار خاص ليس به أجهزة ملاحية مخصصة لهبوط الطائرات الصغيرة الخاصة وليس مطار الخرطوم الذي تحكمه قوانين وتراخيص دولية

أخيرا نناشد المسؤولين وكل القائمين على أمر الدولة بإعادة تشغيل المطار بتأني وتدريجيا لرحلات البضائع ثم الركاب حتى يعود المطار للعمل أفضل من السابق دون الإستعجال الذي حتما سيؤدي الى كوارث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى