رشان أوشي : كامل إدريس من سويسرا الي بورتسودان
رأت الكاتبة رشان أوشي في مقال جديد لها أن رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس، وعلى الرغم من مرور ما يقارب ثلاثة أشهر على توليه المنصب، لا يزال يواجه تحديات جسيمة على طريق الحكم، إلا أنه يمتلك فرصة تاريخية نادرة للعبور بالسودان من الحرب إلى السلام، في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ البلاد.
منفى العودة ورغبة التغيير
أوشي أشارت إلى أن طريق “كامل إدريس” من سويسرا إلى بورتسودان لم يكن معبّداً، لكنه كان مفتوحًا بإرادة شعبية حقيقية راغبة في التغيير، خاصة أن وصول شخصية مدنية لرئاسة حكومة في زمن الحرب مثّل تحوّلاً نادرًا ومعقدًا في المشهد السياسي السوداني، يتطلّب قراءة الأحداث الجارية في سياقه، لا في سياق النصر السريع.
صراعات مزدوجة: معارضة ومعوقات من الداخل
المقال يحذر من أن رئيس الوزراء يواجه تحديات من جبهتين: الأولى هي المليشيات المسلحة وفلول النظام السابق وبعض القوى الإقليمية؛ أما الثانية فهي قوى داخل النظام نفسه، لا تقل خطرًا، تسعى لتقويض سلطته عبر إثارة الأزمات وتعميق الانقسامات، سواء بدافع الولاء السياسي أو المصالح الذاتية.
الرهان على الحوار السوداني–السوداني
أوضحت أوشي أن الدكتور إدريس يتمسك برؤية تنطلق من الداخل، قوامها الحوار السوداني السوداني داخل الأرض السودانية، وبإرادة وطنية، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية. وذكّرت بأن حكومته ضمت كفاءات متنوعة، ما يعكس انفتاحه واعتداله وحرصه على بناء دولة حديثة تستوعب الجميع.
الجيش في المعادلة… ضرورة مؤقتة
في ظل الأوضاع الراهنة، اعتبرت الكاتبة أن وجود الجيش في السلطة لا يزال مطلبًا مرحليًا بحكم الظروف، لا سيما في ظل حالة الانهيار النفسي والاقتصادي التي يعاني منها المواطن السوداني، نتيجة لتجارب سياسية سابقة أدّت إلى انفجار الحرب.
مهارات سياسية بدلًا من العضلات
وفي ختام مقالها، شدّدت رشان أوشي على أن المعركة الحقيقية ليست عسكرية فقط، بل سياسية بالدرجة الأولى، وتتطلب مهارات عالية في إدارة التوازنات الداخلية والإقليمية، و”حاسة سادسة” تستبق الأزمات وتحيط بها قبل أن تنفجر، مشيرة إلى أن مستقبل السودان مرهون بقدرة رئيس وزرائه على الحفاظ على توازنه وسط كل هذه الأمواج.
