الصحفي عصام أبومدينة يكتب: النهود تحت قبضة الرعب: جرائم ممنهجة ترتكبها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين
خرطوم سبورت

الصحفي عصام أبومدينة… يكتب
النهود تحت قبضة الرعب: جرائم ممنهجة يرتكبها الدعم السريع بحق المدنيين
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، دخلت البلاد في دوامة من العنف والانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين بشكل مباشر، خاصة في المناطق التي وقعت تحت سيطرة الدعم السريع المتمردة. وتُعد مدينة النهود بولاية غرب كردفان من أبرز المدن التي شهدت تدهورًا أمنيًا خطيرًا، بعد أن سقطت في قبضة في الأول من مايو 2025 . ومنذ ذلك التاريخ، تعيش المدينة ومن بقي من سكانها تحت وطأة انتهاكات ممنهجة طالت كل جوانب الحياة.
تتوالى شهادات شهود العيان من داخل المدينة، كاشفة عن واقعٍ مرير يعيشه السكان: نهبٌ وتهديدٌ وقتل واغتصابٌ واختطاف، كلها تمارس بدم بارد وعلى مرأى ومسمع الجميع.
أحد هذه الحوادث المؤلمة وقعت مؤخرًا في حي الوحدة المتاخم لحي حمد النيل وجنوب السوق الكبير، حيث اقتحمت مجموعة مسلحة تتبع للدعم السريع منزل أحد المواطنين العاملين في مجال الحدادة. اقتادت المجموعة الضحية تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة، أمام أعين أسرته العاجزة عن التدخل، مخلفة وراءها مشهدًا من الرعب والانكسار.
وبحسب رواية ذوي الضحية، فإن الملي شيا طالبت العائلة – لاحقاً – بدفع فدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراح رب الأسرة. هذه الجريمة لا تندرج ضمن أعمال الحرب العشوائية، بل تمثل اختطافًا قسريًا منظّمًا، تنتهك المادة (9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتُعد وفق القانون الجنائي السوداني والمبادئ العامة للقانون الدولي جريمة منظمة يعاقب عليها القانون.
الاحتجاز خارج إطار القانون، خاصة حين يتم بطريقة ممنهجة وعلى نطاق واسع، يُصنّف كجريمة ضد الإنسانية. كما أن ترويع المدنيين داخل منازلهم يعد انتهاكًا صارخًا للمادة (3) المشتركة في اتفاقيات جنيف، التي تؤكد على حماية الأشخاص غير المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية، ومن ضمنهم المدنيون في مناطق النزاع.
ما يحدث في النهود لم يعد مجرد تجاوزات معزولة، بل هو واقع مرعب يعيشه من بقى من السكان يومًا بعد يوم، في ظل ملي شيا تمارس القمع والانتهاك دون حسيب أو رقيب، ووسط هذا السواد، يتمسك الأهالي بما تبقى لهم من كرامة وأمل، في انتظار عدالة قد طال انتظارها.
الجمعة الأول من أغسطس 2025م