
عصام أبومدينة يكتب:
في وداع مهيب مبروك
لا شيء أصعب من سماع أو قراءة خبر رحيل شخص أحبّه الجميع، ومن كان قريباً من قلوب أصدقائه وعائلته، ومن كان بالنسبة لهم ملاذًا وأمانًا. اليوم، ترك رحيله فراغًا كبيرًا، وحزنًا عميقًا يملأ القلوب، ودموعًا لا تكف عن الانهمار.
تفقد مدينة النهود والوطن الرياضي واحداً من أعز لاعبيها، مهيب مبروك، الذي وافته المنية بعد صراع قصير مع المرض في مستشفى الوالدين بأمدرمان. لم يكن مهيب مجرد لاعب في الملاعب، بل كان رمزًا للأدب والتواضع والانضباط، قبل أن يكون نجماً على المستطيل الأخضر.
عرفه زملاؤه ومحبيه بدماثة خلقه، واحترامه للخصوم والأصدقاء، وروح رياضية نادرة، جعلت كل من شاهده يعجب بأخلاقه قبل مهارته. لم يُعرف عنه يوماً فقدان السيطرة على أعصابه أو تجاوز حدوده، بل ظل مثالًا حيًا للانضباط وحب الجماهير، التي وجدت فيه اللاعب المثالي والصديق المخلص في كل مباراة.
رحيل مهيب المبكر ترك فراغاً كبيرًا في الحركة الرياضية بمدينة النهود وخارجها، ويذكّرنا بأن الأخلاق والرياضة روح واحدة لا تنفصل. لقد ترك إرثاً يتجاوز الأهداف والانتصارات، ليبقى مثالاً حياً للقيم التي نحتاجها في زمن يندر فيه الوفاء والنبل.
نتقدم بأحر التعازي إلى أسرته الصغيرة والكبيرة، وإلى أسرة نادي النضال النهود، وإلى جميع جماهير المستطيل الأخضر التي أحبته وعرفته عن قرب.
الفقيد هو والد محمد، وشقيق عوض مبروك (كندورة)، وابن أخت عماد وعادل وعبد اللطيف وعبد الباقي قسم بخيت، وأخ فواز مزمل لاعب فريق النضال والاتحاد مدني السابق والأهلي عطبرة. القلب ليحزن، والعين لتدمع، ولكن نقول ما يرضي الله: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويثبته عند السؤال، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويرفعه في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
سلام عليك يا مهيب، يوم وُلدت، ويوم رحلت، ويوم تُبعث حياً.