حروف للوطن
القوات المشتركة السودانية: سيف الوطن وضميره الحي
صلاح إبراهيم مريود
في لحظة فارقة من تاريخ السودان، تتقدم القوات المشتركة الصفوف، لا طلبًا للثناء، بل وفاءً لقسمٍ قطعوه على أنفسهم: أن لا يُمس تراب الوطن إلا وهم دونه. هذه القوة، التي تنصهر فيها تشكيلات متعددة من أبناء السودان، أصبحت عنوانًا للبطولة ورمزًا للقومية السودانية التي لا تعرف الانكسار.
تضحيات لا تُحصى… من أجل كل مواطن وكل شبر
لم تكن تضحيات القوات المشتركة مجرد أرقام في تقارير، بل دماء سالت على الأرض الطاهرة وأرواح ارتقت في سبيل الحرية والكرامة. من متحرك الشهيدة هنادي إلى كتيبة الموت، ومن محور أم صميمة إلى النهود والفاشر، يسطر رجال القوات المشتركة ملاحم يومية، يواجهون فيها الموت بثبات ويحررون الأرض بعزيمة لا تلين.
أخلاق الحرب… درس في الإنسانية
رغم ضراوة المعارك، لم تغب عن هذه القوات قيم السودان الأصيلة. فقد شاهدنا مقاطع مصورة تُظهر حسن معاملة الأسرى في مشهد نادر في ساحات القتال، يعكس رقيًا أخلاقيًا وإنسانيًا يليق بجنود يحملون في قلوبهم حب الوطن والإنسان. إنهم لا يرون في الأسير عدوًا، بل إنسانًا يستحق المعاملة الكريمة حتى في لحظات الانتصار.
قوة فتاكة… بروح قومية متجذرة
القوات المشتركة ليست مجرد تشكيلات عسكرية، بل هي تجسيد حي لروح السودان الموحد. فيها أبناء الخرطوم والفاو، وسنار ومدني، والنيل الأبيض ودار حمر، يتحدون تحت راية واحدة ويقاتلون لهدف واحد: تحرير الوطن من البغاة واستعادة كرامته المسلوبة.
رسالة الشعب إلى أبطاله
إلى كل من يحمل السلاح دفاعًا عن السودان نقول: أنتم في القلب، في الدعاء، في كل لحظة من لحظاتنا. لم يغفل الجفن عنكم ولم تهدأ الروح إلا بطمأنينة وجودكم في الميدان. أنتم سيف الحق ودرع الكرامة وراية النصر التي لا تنكسر. هنيئًا لكم هذا الشموخ، وموعودون بالنصر المبين لأنكم أهله وأحق الناس به. حفظكم الله ورعاكم، وسدد خطاكم في كل شبر من أرض السودان الطاهرة، أرض الجهاد والاستشهاد.
