
لم ينل، ولا حتى البطاقة الصفراء.
في مدرسة بحري الثانوية الحكومية، كنا في الفصل المتميز “أبوبكر”، من بين سبعة فصول أخرى، مرتبة حسب درجات القبول، بترتيب الخلفاء الراشدين. لذلك خصصوا لنا الأساتذة الأجانب؛ أستاذ اللغة الإنجليزية “مستر ليف” البريطاني، وأستاذ اللغة الفرنسية “مسيو ماغي” الفرنسي، وبقية المواد العلمية كان يدرسها أساتذة من أشقائنا المصريين. أما الأساتذة السودانيون فكانوا فقط للتربية الإسلامية، واللغة العربية، والفنون.
في فسحة الفطور، كنا نحسد زملاءنا في الفصول الأخرى الذين كان من حسن حظهم أن لديهم أستاذ اللغة الفرنسية، كابتن المنتخب القومي “علي قاقارين”، خاصة عندما تكون هناك مباراة هلال-مريخ. كنا نقف أمام الفصل ونشاهد “قاقارين” وطلابه ملتفين حوله، يسيرون معه حتى مكتب الأساتذة.
لم يكن مجرد نجم في كرة القدم، بل كان قدوة في التفوق الأكاديمي والأناقة، وقبل ذلك حسن الخلق وطيب المعشر.
استعنت به في كتابي “كيف أضاعوا السودان.. عشر مخاز سودانية”، في الجزء المتعلق بقرار نميري حل الفرق الرياضية، بما فيها الهلال والمريخ، وإعلان “الرياضة الجماهيرية”. وكانت تلك الفرصة التي سمحت لي بعد ذلك أن أنال شرف صداقته.
اللهم تقبل السفير الدكتور حيدر حسن حاج صديق، “علي قاقارين”.
و اجعله مع الأنبياء والشهداء والصالحين.