
الهدف الاول
محمد علي الماحي
كيف يلعب الهلال ؟
مواجهة ليست مفصلية ، ولكنها مهمة ، فاللقاء الأول في كل مجالات الحياة يترك طابع وأثر يمتد لما بعده من لقاءات ، ومباراة الهلال والاهلي مساء غدٍ ليس إستثناء من كافة المباريات التي جمعت بين الفريقين في كل العقود الماضية لكنها بالبطع ليست حاسمة قد تكون مهمة وحساسة باعتبار ما سيكون بعدها بوجود ” فصل ثاني ” على ترتان العم ” شيخا بيديا بارض الشناقيط تؤام الشعب السوداني والاخوة بالرياضة .
الترقب ..والثقة .. والتفاؤل المشوب بالحذر ثلاثية تتحكم في مشاعر وإنفعالات الأحباب و كلمات تنتاب العشاق في طريقة التفكير والحديث عن صراع النيل الذي سيكون في قلب ملعب القاهرة الدولي .. وهو صراع أيضا يجسد الأخوة والهم المشترك بنظرة ممعنة في قصص أحاجي الحرب .
الهلال مع فلوران خاض تحديات في ظروف وأجواء وبيئة مختلفة ضد الاهلي ولا أعتقد أن هناك مباراة مرهقة ذهنيًا للأهلة والاهلاوية ، جهاز فني و إدارة ، صحافة ، ومشجعين أكثر من لقاءات الفريقين من واقع ما حدث سابقًا من توترات و إتهامات و… و…. إثارة علاوة على قيمة ورقة الترقي في امجد البطولات الأفريقية .
هذه المرة تختلف المعطيات بإختلاف الاشياء والأجواء المحيطة خاصة بالهلال الذي أصبح فريق بعقلية خارجية بعد أن عززت الحرب روح ودوافع الفريق ومنحت الإدارة فرصة العمل بعيدًا عن ضغط المجتمع المحيط بها وعزلت اللاعبين والجهاز الفني عن البيئة ” المحلية ” التي كان غارق فيها النادي .
الهلال مجتمع وأمة أدركوا أن عبور الاهلي المصري يمر عبر احترامه وعدم ” التصعيد ” واشهار سيوف التحدي في الاعلام الحديث والاستعداد بصمت وهدوء للقضاء على اكبر كابوس رياضي في طريق الظفر بالاميرة السمراء ، ونتوقع أن ينعكس هذا حتى داخل الملعب في إستراتيجية السنجاب فلوران في إدارة المباراة .
من وجهة نظري أرى أن الهلال سيبدأ هادئ متحفظ حذر في الدقائق الأولى من المباراة مع الإلتزام الدفاعي الصارم وعدم تقدم الاظهرة كثيرا وربما يمنح فلوران الحرية للكونغولي ستيفن ايبولا بالتقدم مع خفض الظهير الأيسر الموريتاني خادم دياو في الدفاع ومحاولة الفريق الخروج بالكرة عبر محطات قاسوما فوفانا وبوغبا والربط مع عبدالرؤوف يعقوب الرجل الحر الذي بدوره يبحث دائما عن نقل الكرة للإمام للمهاجمين أو التقدم بها لبضع ثواني بمهاراته العالية .
الهلال سيدافع كفريق ويهاجم عبر التحولات وفي ذلك له ميزه السرعة والمهارة وحالة خط الوسط الفنية والبدنية ستكون كلمة السر في الخروج بنتيجة الفوز أو التعادل ، الهلال يجيد العمل عبر المواقف الثابتة ونتوقع أن يسجل من موقف ثابت في أي لحظة وأصبح الفريق يلعب خارجيا في أي مكان بشكل مميز .
الروح القتالية والتركيز عوامل مهمة في تنفيذ الاستراتيجية وتطبيق الخطة وأتمنى أن ارى الهلال بنظام اللعب 4،2،3،1 فهي تتناسب مع العناصر الحالية للأزرق رغم أن فلوران هو الخبير العالم بكل التفاصيل فهل نرى الهلال كما شاهدناه في المجموعة ام مظهر مختلف ومفاجأة مدخرة لليوم ” الاصعب ” ..