مقالات

عبدالرحمن سورتود يكتب الدبة المؤمنة ياناصية الشمال

خرطوم سبورت

الدبة المؤَمَنَة يا ناصية الشمال

كتب/ عبدالرحمن سورتود

………………………..

جميع مدن وقرى الولاية الشمالية تقع على سلسلة طولية متتابعة ومتراصة ، ليقع النيل لأي مدينة فيها بإحدى جهتيها ، الشرقية أو الغربية ، والصحراء بالجهة المقابلة بطبيعة الحال ،،،

إلا مدينة الدبة . فهي استثناء .. فالصحراء تحدها من جهاتها الثلاث – الغربية والجنوبية ثم الجنوبية الشرقية .. لتمثل ” أنف ” النيل الشامخ العزيز عند انعطافه ” الأعظم ” على طول مجراه ، ولتمثل – بذلك – ناصية الولاية الشمالية بدقيق المعنى ، للدرجة أن القادم إليها يُجدِّد السؤال عن اتجاه قبلة الصلاة عند كل بيت يدخله ، ولا أبالغ ! ..

هذا الموقع الاستثنائي – النيلي بإمتياز ، والصحراوي بإمتياز أشد – جعل مدينة الدبة – النيلية – تدخل في عمق الصحراء الغربية الكبرى متقدمة رصيفاتها من مدن الشمال !

وهذا الموقع الاستثنائي – بأدق ما تعنيها كلمة الاستثناء – جعل من مدينة الدبة المدينة الاستراتيجية الأقدم ، قبل أن يعرف الناس ما هي المدينة الإستراتيجية ؟ ..

وهذا الموقع الاستثنائي جعل القوات المسلحة في بداية تكوينها بعد الاستقلال تعمل فيها حاميتها العتيقة وسمتها ” حامية الدبة ” التي أصبحت الشهيرة عند سائقي اللواري السفرية حين نزولهم إليها من عمق الصحراء قادمين من أمدرمان في غابر الزمان ، قبل أن يعرف الناس “ما هي الحامية العسكرية ؟ ”

والآن – والاستراتيجية لا تبلى والأهمية لا تزول – تستعيد مدينة الدبة أهميتها واستراتيجيتها .. لتكون الحامية الصغيرة – تلك – لواءاً ثم قطاعاً عسكرياً وزيادة ..

فيا أهلنا في مدينة الدبة فقد اختاركم القدر بهذا الموقع وأنتم قدَرها وقدْرها .. وقد أخر الله قدركم لخير لتتعلموا من أقدار الاخرين في مدني وما جاورها ودونها من المدن ، وسنجة ودونها وما جاورها من المحليات ، من المفاجآت والمآسي التي حصلت عليهم وفيهم ..

صحيح ان الله قد أحاطكم بالصحاري المقفرة ، والمهلكة لكل عدو قادم عبرها إليكم كما وهب أمريكا المحيطات واقية لهم من أي حرب برية .. ولكن لا عصركم عصر الموانع الطبيعية ، ولا عدوكم عدوٌ طبيعي .. فالحذر الحذر ، والانتباه الانتباه ..

ثم لجميع مواطني الولاية الشمالية كياناتٍ وافراداً ، شيباً وشباباً ، وهيئاتٍ ومنظمات ، لهم جميعا – صرخة – بالوقوف مع مدينة الدبة في خندق واحد ، فهو خندق الولاية ، كيف لا ، وهي ناصية ولايتكم وبوابتها ..

أعزكم الله بعزه ، ونصركم بنصره ، وحفظكم بحفظه التام ،،

وسورتود يحييكم ،،،،،

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى