د. آمنة محمد عبدالرحمن تكتب الراحل عميد ركن العوض محمد الحسن،أيقونة القيادة والتفرد
خرطوم سبورت

زاوية تانية
الراحل عميد ركن العوض محمد الحسن،أيقونة القيادة والتفرد.
*✍️د.آمنة محمد عبدالرحمن الإمام*
في بداية حياتي العملية إلتحقت بمكتب والي ولاية شمال كردفان في وظيفة(مترجم)لغة إنجليزية ضمن الطاقم التنفيذي للوالي إلى أن صرت مساعدا لمدير مكتب الوالي ،ثم تم تعيين الراحل المقيم واليا لشمال كردفان وبعد فترة أصدر قرارا بتعييني مديرا لمكتب الوالي للشئون السياسية والمنظمات فتعاملت معه عن قرب ،كان صارما جدا وله شخصية مهابة،قليل الكلام ،نزيهاً ،مترفعاً عن الصغائر،قوي القرارات وواضح الآراء .طوال عام ونصف تعامل معي هذا الرجل بكل صرامة وحزم يصل إلى حد الغلظة احيانا ولكني صبرت لأنني في كل يوم كنت اتعلم منه درسا في الادارة واللغات والمراسم والاتيكيت والعلوم الانسانية.فجاة غادرنا سعادة العميد الراحل في رحلة للاستشفاء بالخرطوم حيث قرر الأطباء ضرورة سفره للاردن لإجراء عملية جراحية بالقلب.ليلة سفره ،تلقيت مكالمة من الاستاذ عباس العوض مدير مكتب المتابعة مفادها انهم بالمطار وأن السيد الوالي يريد التحدث معي.تحدث معي ولأول مرة حديثا مختلف،حديث الاب لابنته وقال لي انت في سن ابنائي وانت إمرأة تعملين وسط الرجال فأردت ان تتعلمي الشدة والصلابة والانضباط لذا كنت اقسو عليك وأراقب أدائك وقد نجحت في ذلك .طلب مني العفو والسماح لانه لا يعرف عاقبة العملية وأوصاني بوصيتين الأولى الا يكون العمل خصما على تكوين الأسرة وإنجاب الأبناء والثانية ان اطور مقدراتي المهنية والاكاديمية ،وكانت هذه نقطة تحول في حياتي.عاد الراحل من الاردن بخير وكانت العلاقة اسرية مع ابنائه وزوجته حتى بعد أن غادر الولاية.العوض محمد الحسن قائد فذ ورجل مختلف ،شيخ عرب.،ضي قبيلة.
برحيله فقدت قائداً ومعلما واباً.
له الرحمة والمغفرة والعتق من النار وأسرته الصبر وحسن العزاء.