ماذا حدث اليوم بمدينة الفاشر؟
شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم الأحد، هجومًا عنيفًا من قبل الدعم السريع (المليشيا) على مواقع القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين، في محاولة جديدة لاختراق خطوط الدفاع في المدينة الاستراتيجية التي تشهد توترًا متصاعدًا منذ أسابيع.
ووفق مصادر ميدانية، بدأت العملية بهجوم مدفعي مكثف عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، واستمر القصف حتى السادسة صباحًا، تلاه هجوم بري واسع النطاق من ثلاثة محاور رئيسية: الشرقي، الشمالي، والشمالي الشرقي، تقوده ما يُعرف بالكتيبة الاستراتيجية للدعم السريع، وهي تشكيل مدجج بالمركبات القتالية المدرعة والمدافع الثنائية، ويضم عناصر ذات تدريب وتسليح نوعي.
القوات المهاجمة استعانت أيضًا بطائرات مسيّرة لاستهداف مواقع مدفعية الجيش، إلا أن محاولاتها لتحييد الدفاعات لم تُحقق أهدافها، في ظل تصدٍّ قوي من القوات المسلحة والمدافعين المشتركين.
المعارك التي اندلعت مع بزوغ الفجر كانت ضارية، واستمرت لأكثر من أربع ساعات، حيث شاركت الطائرات المسيّرة التابعة للجيش في إحباط تقدم المليشيا، رغم محاولات هذه الأخيرة التمويه باستخدام الغطاء الدخاني الكثيف.
وأسفرت الاشتباكات عن خسائر كبيرة في صفوف قوات الدعم السريع، التي اضطرت في النهاية إلى الانسحاب نحو مواقعها السابقة، بعد أن فشلت في اختراق الدفاعات الصلبة للجيش والمستنفرين.
وأكدت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة تكبّدت أيضًا خسائر في الأرواح والمعدات، لكنها كانت أقل من خسائر المليشيا، مشيرة إلى أن المعنويات وسط المدافعين لا تزال عالية رغم الحصار المتواصل.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تحاول فيه قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر، إحدى آخر المعاقل الكبرى خارج سيطرتها في إقليم دارفور، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة.
