
سلسلة رجال في الخفاء
الشاذلي عبد الحميد – اتحاد الخرطوم الرياضي
✒️:الفاتح الحسيني
في ساحات الرياضة السودانية، وخصوصاً كرة القدم، تمر أسماء كثيرة دون أن تجد ما تستحقه من تسليط الضوء أو حتى كلمة إنصاف. من بين هذه الأسماء، يبرز اسم (الشاذلي عبد الحميد)، أحد أعمدة اتحاد الخرطوم الرياضي، والذي قدم نموذجاً إدارياً متفرداً، قلّ أن نجد له مثيلاً في المشهد الكروي السوداني.
🌐لطالما ساهم هذا الرجل، بعيداً عن الأضواء والضجيج الإعلامي، في تطوير كرة القدم من خلال منظومة اتحاد الخرطوم، فأدار وخطط، ونفذ برامج تهدف للنهوض بالمستوى التنظيمي والفني، رغم العراقيل الكثيرة التي واجهها من قِبل من لا يرغبون في أي تغيير أو إصلاح.
🔸الشاذلي عبد الحميد لم يكن مجرد إداري يؤدي واجباته، بل كان صاحب رؤية، يحمل في قلبه عشقاً حقيقياً للرياضة، ويمتلك وعياً إدارياً نادراً في مؤسساتنا الرياضية التي كثيراً ما يغلب عليها العمل العشوائي والمجاملات. غير أن الرجل، كغيره من رجال الخفاء، لم يجد التقدير الذي يستحقه. فبدلاً من أن تُفتح له الأبواب، وُجهت إليه سهام النقد والحرب من أولئك الذين يرون في النجاح تهديداً، وفي التفاني خطراً على مصالحهم.
📩من المحزن في وطننا، أن نرى من يخدمون بإخلاص تُكسر أقلامهم، وتُغلق في وجوههم الأبواب، فقط لأنهم لا يقفون في “الصفوف المحببة” للبعض، ولا يسايرون تيار المجاملات. لكن الحقيقة لا تموت، فالرجل الذي خدم الخرطوم رياضياً، وساهم في استقرار اتحادها، وواجه كل هذا بعزيمة لا تلين، يستحق أن نرفع له القبعة.
💪🏻والأجمل أن الحديث هنا لا ينبع من علاقة شخصية أو معرفة سابقة، كما انني لا اعرف الرجل ولايعرفني انما انا صحفي باحث عن الحقيقة، يسعى لإبراز نماذج مشرقة في وطن اعتاد أن يهمّش المجتهدين، ويكافئ من لا يقدمون شيئاً. في سلسلة “رجال في الخفاء”، لا بد أن نمنح هؤلاء الرجال بعضاً من حقهم في الذكر والتكريم.
تحية للشاذلي عبد الحميد، الرجل المثابر، الذي أثبت أن خدمة الرياضة لا تتطلب منصباً أو شهرة، بل تتطلب قلباً نابضاً بالإيمان بأن التغيير ممكن، وأن العمل من أجل الصالح العام ليس ترفاً بل واجباً.