
ليبيا تبعد سودانيين إلى الحدود السودانية
طرابلس – 8 يوليو 2025
أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، فرع الجنوب الشرقي، عن تنفيذ عملية ترحيل جماعية لـ172 مواطنًا سودانيًا من مدينة الكفرة إلى الحدود السودانية، في إطار حملة تهدف إلى ترحيل الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني داخل الأراضي الليبية.
وبحسب بيان رسمي صادر عن الجهاز، فإن عملية الترحيل جاءت تنفيذًا لتوجيهات اللواء صلاح محمود الخفيفي، رئيس الجهاز، وشملت سودانيين خضعوا لإجراءات أمنية لوجود قيود قانونية بحقهم، إضافة إلى آخرين تم توقيفهم في قضايا الهجرة غير النظامية والتهريب، إلى جانب أفراد كشفت الفحوصات الطبية عن إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية.
وتأتي هذه الخطوة بعد حملة اعتقالات واسعة شنتها السلطات الليبية خلال عطلة عيد الأضحى، واستهدفت الأجانب المقيمين في مدن الجنوب، حيث أفادت مصادر من الجالية السودانية في ليبيا أن عددًا من المرحّلين كانوا لاجئين مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، واحتُجز بعضهم لأكثر من ستة أشهر في مراكز مثل قنفودة في بنغازي ومراكز إيواء مدينة الكفرة.
وتثير هذه التطورات قلقًا متزايدًا لدى المنظمات الحقوقية الدولية، التي حذّرت من تداعيات الترحيل القسري في ظل التدهور الأمني الحاد في مثلث الحدود بين السودان وليبيا ومصر، وهو ما يُعرّض المرحّلين لمخاطر جسيمة تتعلق بالأمن والمعيشة والرعاية الصحية.
وتُعد ليبيا من أبرز وجهات اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع في السودان، الذي اندلع في أبريل 2023 وتسبب في واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، بحسب الأمم المتحدة، حيث تجاوز عدد النازحين السودانيين 13 مليون شخص، منهم نحو 4 ملايين لجأوا إلى دول الجوار.
ووفقًا لبيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حتى يونيو الماضي، يبلغ عدد اللاجئين السودانيين المسجلين في ليبيا أكثر من 313 ألف شخص، فيما تُقدّر السلطات المحلية بمدينة الكفرة عدد السودانيين المقيمين فيها بنحو 160 ألفًا، يعيش معظمهم في ظروف إنسانية متدهورة نتيجة غياب الدعم الدولي وتدهور الوضع الأمني.
ويطالب نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني الليبي بضرورة مراعاة أوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا، خاصة المسجلين رسميًا، وتوفير الحماية القانونية لهم بدلًا من اللجوء إلى الترحيل القسري الذي قد يعرّض حياتهم للخطر.