
كامل إدريس : ثورة 23 يوليو علامة فارقة في تاريخ مصر
علق رئيس الوزراء د.كامل إدريس حول ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 في مصر وقال إن ثورة 23 يوليو 1952 ، شكلت علامة فارقة في تاريخ جمهورية مصر العربية والمنطقة ، ومثلت انطلاقة نحو التحرر والاستقلال وأرست مبادئ العدالة الاجتماعية .
جاء ذلك في برقية تهنئة بعثها إلى نظيره المصري مصطفى مدبولي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، كما أكد حرص السودان على تقوية وتعزيز العلاقات بين البلدين، وفقاً لوكالة السودان للأنباء.
وتشهد العلاقات السودانية المصرية استقراراً كبيرا في الفترة الأخيرة عبر قناعة قيادة البلدين بضرورة مراعاة المصالح المشتركة للبلدين .
ثورة 23 يوليو 19520
بدأت في 23 يوليو 1952، مع الإطاحة بالملك فاروق في انقلاب دبرته حركة الضباط الأحرار، وهي مجموعة من ضباط الجيش بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر. أثار هذا الحدث موجة من الحماس الثوري في جميع أنحاء العالم العربي، مما ساهم في زخم جهود إنهاء الاستعمار وتعزيز تضامن العالم الثالث خلال حقبة الحرب الباردة.
ورغم أن الحركة ركزت في البداية على المظالم ضد الملك فاروق، إلا أنها كانت لها طموحات سياسية واسعة النطاق. ففي السنوات الثلاث الأولى من الثورة، تحرك الضباط الأحرار لإلغاء الملكية الدستورية والأرستقراطية في مصر والسودان، وإنشاء جمهورية، وإنهاء الاحتلال البريطاني للبلاد، وتأمين استقلال السودان (الذي كان يُحكم سابقًا كملكية مشتركة بين مصر والمملكة المتحدة). تبنت الحكومة الثورية أجندة قومية مناهضة للإمبريالية، والتي تم التعبير عنها بشكل رئيسي من خلال القومية العربية واتبعت سياسة عدم الانحياز الدولي.
تهديدات واجهت الثورة
واجهت الثورة تهديدات فورية من القوى الإمبريالية الغربية وخاصة المملكة المتحدة التي احتلت مصر منذ عام 1882 وفرنسا، كان كلا البلدين متخوفين من تنامي المشاعر القومية في المناطق الخاضعة لسيطرتهما في جميع أنحاء أفريقيا والعالم العربي. كما شكلت حالة الحرب المستمرة مع إسرائيل تحديًا خطيرًا، حيث زاد الضباط الأحرار دعم مصر القوي بالفعل للفلسطينيين. بلغت هذه المخاوف المزدوجة ذروتها في العام الخامس من الثورة عندما تعرضت مصر لغزو من المملكة المتحدة وفرنسا ودولة إسرائيل في أزمة السويس عام 1956 (المعروفة في مصر بالعدوان الثلاثي). على الرغم من الخسائر العسكرية الهائلة، كان يُنظر إلى الحرب على أنها انتصار سياسي لمصر، خاصة أنها تركت قناة السويس تحت السيطرة المصرية بلا منازع للمرة الأولى منذ عام 1875، مما أدى إلى محو ما كان يُنظر إليه على أنه علامة على الإهانة الوطنية، وعزز من جاذبية الثورة في الدول العربية الأخرى.