
السيرة الذاتية د. لمياء عبد الغفار وزيرة مجلس الوزراء في حكومة الأمل
في تطور لافت يعكس توجه حكومة “الأمل” نحو إعلاء قيم العمل المؤسسي والحقوقي، أعلن رئيس الوزراء د. كامل إدريس عن تعيين الدكتورة لمياء عبد الغفار وزيرة لمجلس الوزراء، ضمن التشكيل الوزاري الجديد. وتُعد الخطوة بمثابة تجسيد لعودة الكفاءات النسائية للمشهد التنفيذي، وسط تحديات إنسانية وتنموية غير مسبوقة تعيشها البلاد.
خلفية أكاديمية راسخة
لمياء عبد الغفار تحمل سجلًا أكاديميًا حافلًا يشمل:
دكتوراه في السوسيولوجيا والسياسات الاجتماعية من جامعة نوتنغهام البريطانية
ماجستير في النوع والتنمية من جامعة الأحفاد للبنات
بكالوريوس في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية من جامعة الخرطوم
دبلوم عالي في الدراسات الإسلامية
هذا التنوّع في التكوين العلمي مكّنها من الربط بين الأبعاد التنموية والاجتماعية والثقافية في مقارباتها للسياسات العامة.
خبرة قيادية طويلة
امتدت مسيرتها المهنية لتشمل مناصب نوعية، من أبرزها:
الأمين العام للمجلس القومي للسكان (2012–2019)
رئيس الآلية الوطنية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة
مستشارة السياسات بالاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة
مديرة المركز القومي لتدريب المرأة
رئيسة لجنة التدريب والتشغيل بمبادرة دعم السودانيين المتأثرين بالحرب في مصر
قيادة المتابعة والتقييم بالمجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي بولاية الخرطوم
هذه الأدوار رسخت مكانتها كأحد الأصوات النسائية الخبيرة في قضايا النوع والتنمية والسكان.
حضور دولي في لحظة مفصلية
في يونيو 2024، وقفت د. لمياء أمام مجلس الأمن الدولي ممثلةً للمجتمع المدني السوداني، حيث قدّمت إحاطة وُصفت بـ”الصادمة”، كشفت فيها عمق الأزمة الإنسانية في السودان، مشددة على الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، لا سيما العنف الجنسي والنزوح القسري.
صوت نسائي لا يخشى المواجهة
في مقالها المنشور بتاريخ 8 يونيو 2025، وجهت رسالة قوية إلى رئيس الوزراء جاء فيها:
“هذه حرب استقلال جديدة، حربٌ سالت فيها دماء السودانيين وروت الأرض العطشى، وشرّدت أبناء الوطن حتى هلكوا في المعابر والصحاري…”
وختمت رسالتها بنداء مؤثر:
“أوصيك بالنساء خيرًا… لطالما حلمتُ أن تقود السودان امرأة تشبه بنازير بوتو!”
تعيين يبعث الأمل في دور المرأة وصوت الضمير
يشكّل اختيار د. لمياء عبد الغفار خطوة نحو إعادة الاعتبار للبعد الإنساني في صناعة القرار السياسي، في لحظة حاسمة تتطلب قيادة تمتلك فهمًا عميقًا للواقع السوداني. تعيينها يضع النساء في مقدّمة مسيرة التحوّل الديمقراطي، ويعزز من حضور الكفاءات المدنية في بناء دولة حديثة تقوم على العدالة والمعرفة.
هل تمثل لمياء عبد الغفار مفتاح العبور؟
يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح لمياء عبد الغفار في تحويل خبرتها الواسعة إلى أدوات فاعلة في إدارة مجلس الوزراء، والدفع نحو حلول إنسانية وسياسية حقيقية؟
الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت حكومة “الأمل” قد بدأت فعلًا في تشييد اللبنات الأولى لسودانٍ جديد، تحكمه الكفاءة وترعاه إرادة شعبية تواقة للسلام والاستقرار.