
الفاشر.. جريمة العصر..
عثمان ميرغني
لابد من إسقاط جوي أممي لانقاذ مواطني الفاشر من المجاعة
لا وجه شبه بين ما يحدث في غـ؛زة والفاشر.. العالم كله يتابع على مدار الساعة و يهتم بمايجري في غـ؛زة رغم أن ما يحدث فيها من تجويع لا يقاس بما يتعرض له سكان الفاشر.. و شاهدنا في الشاشات مئات الشاحنات المحملة بكل أنواع المؤن الغذائية تدخل إلى القطاع .. والطائرات تسقط حمولات ضخمة أيضا.. استجابة قوية وفعالة وعاجلة.. اما انسان الفاشر فلا بواكي عليه..
جريمة الفاشر أنها لم تستسلم.. ولم ترضخ أو تقبل الاذعان.. بل أثبت شبابها أنهم قادرون على صنع المعجزات في أقسى الظروف .. ولهذا ضُرب عليهم الحصار الجائر،أرضا وجوا.. لا طعام ولا جرعة دواء.. والعالم كله يسمع ويرى .. وقرارات مجلس الأمن ومناشدات الأمين العام للأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح.. وفي نيالا طبول احتفاء بحكومة أطلقوا عليها السلام .. وهي تمنع الطعام.. و تستخدم الجوع سلاحا ضد المواطن الأعزل المسالم.
الأمر تجاوز بيانات الادانة والشجب، لأن كل ساعة تمضي تقتل طفلا أو مريضا أو شيخا كبيرا و امرأة حبلى.. الضعفاء الذين لا يستطيعون تحمل مضغ “الأمباز”، وعلف الحيوانات بعد أن نضب الطعام وجفت المحلات من كل ماهو صالح لاسكات البطون الخاوية.
رد الفعل الحكومي لا يزال ضعيفا ولا يكاد يبين.. أنا لا أتحدث عن العمل العسكري فذلك له تقديراته التي لا يحق لنا نحن المدنيين أن نستبطأها أو نستعجلها.. فهي في كنف أيد أمينة تدرك ما تعمل.. وشهدنا لها خلال عامي الحرب انتصارات داوية تحققت بالصبر والحكمة و العزيمة.
لكن المطلوب الآن.. اثارة مأساة الفاشر في كل المحافل..الاقليمية والدولية و المنظمات و حث الدول الشقيقة ذات الوزن الدولي الكبير مثل مصر والسعودية على طرق أبواب القرار المؤثر على الواقع الأليم في الفاشر.
صحيح لا زلنا نعاني من فراغ حقيبة وزارة الخارجية.. و المؤسسة الدبلوماسية كأني بها في حالة بيات شتوي تنتظر مخاض ترشيحات الوزراء البطيئة.. لكن ذلك لا يمنع أن تتواصل الاتصالات مع الدول المؤثرة لاحداث اختراق عاجل ينقذ مواطني الفاشر.
من الحكمة أن تحث الحكومة الأمم المتحدة وتستعجلها للتحرك نحو عملية انزال جوي بطائرات أممية . فورا بلا تأخير.. فالوضع لا يحتمل غروب يوم آخر.
يجب الآن على رئيس الوزراء أن يتواصل مع الأطراف المؤثرة في المشهد الدولي لاصدار قرار عاجل بالبدء في عمليات انزال جوي ريثما تصل المساعدات الإنسانية الاضافية عن طريق مبرع “أدري” في أقرب فرصة..
أدركوا الفاشر.. الآن.. الآن.. الآن..
#حديث_المدينة الاثنين 28 يوليو 2025