الاخبار

ضياء الدين بلال يحذر من “اللعب بالأرقام”

خرطوم سبورت

 

ضياء الدين بلال يحذر من “اللعب بالأرقام”

متابعات_خرطوم سبورت

انتقد الكاتب الصحفي ضياء الدين بلال في مقاله المعنون “اللعب بالأرقام” ظاهرة التسرع في إطلاق الإحصاءات والنسب في السودان دون تدقيق أو تحقق، مشيراً إلى أن معظم الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية أو الحزبية أو حتى عبر الوسائط الإعلامية تفتقر إلى المصداقية وتثير الشكوك.

وأشار بلال إلى كارثة انزلاق التربة في جبل مرة، مبيناً التباين الكبير بين البيانات التي تحدثت عن آلاف الضحايا، وأخرى لم تتجاوز العشرات.

أرقام متضاربة من السياسيين والمسؤولين

استشهد الكاتب بتجارب سابقة أبرزها تصريحات السياسيين بشأن أعداد المشاركين في المظاهرات أو المسيرات، وأعداد الحضور في استقبال الراحل د. جون قرنق، حيث تراوحت التقديرات بين مئات الآلاف وملايين.

كما أشار إلى تضارب الأرقام الرسمية حول إنتاج الذهب في التعدين الأهلي، حيث وردت أرقام مختلفة بين 101 طن و200 طن في تقارير حكومية.

انتقادات لجهات محلية ومنظمات دولية

أوضح بلال أن بعض الجهات ترفع أرقاماً “فلكية” عن انتشار الأمراض والأوبئة بغرض زيادة ميزانيتها، مستشهداً بمثال لمسؤول حكومي قال إن 50% من السودانيين مصابون بداء الفيل لاستقطاب دعم من منظمة الصحة العالمية.

كما أورد تجربة رجل أعمال اكتشف أن المساحات الزراعية الممنوحة له أقل بكثير مما هو مثبت في الأوراق الرسمية، نتيجة التلاعب في الأرقام.

أوهام استثمارية وأرقام بلا أساس

تطرق المقال إلى تصريحات وزراء سابقين تحدثوا عن مليارات الدولارات من صادرات الصمغ العربي أو استثمارات أجنبية ضخمة، ليتبين لاحقاً أنها مجرد أوهام لا أساس لها.

ثقافة تضليل وضعف مؤسسي

خلص الكاتب إلى أن السبب وراء هذه الظاهرة يعود إلى ثقافة ديوانية داخل مؤسسات الحكم تعتمد على تضليل المسؤولين بالمعلومات المغلوطة، سواء بدافع الفساد أو الكسل المؤسسي أو غياب منظومة تحقق فعالة.

وأكد أن الصحافة نفسها تتحمل جزءاً من المسؤولية لضعفها في التحقق من دقة الأرقام ومصادرها.

الحل: مؤسسات قوية وأدوات علمية

دعا ضياء الدين بلال إلى دعم الجهاز القومي للإحصاء وتطوير آليات التحقق من صحة المعلومات باستخدام وسائل علمية حديثة، مشدداً على أن الحكومات لن تتمكن من إدارة الاقتصاد بكفاءة ما لم تعتمد على بيانات دقيقة وموثوقة.

وختم مقاله بعبارة: “ما لا يمكن قياسه، لا يمكن إدارته”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى