محمد علي الماحي يكتب (كمين فلوران)
الهدف الأول
محمد علي الماحي
كمين فلوران
روعة وبراعة الهلال تتجلى هذا الموسم في بطولة دوري أبطال أفريقيا بالنتائج والأداء المصحوب بصلابة ذهنية وزخم هائل يتمتع به الفريق الذي أُعِد بصورة بدر يمضي نحو الأكتمال من دور إلى دور ومن مرحلة إلى أخرى حتى نهاية رحلته في سماء الكرة الافريقية ، الرحلة التي يأمل الأنصار أن تكتمل والاميرة السمراء تنام في وسادة الفارس الأزرق الهلال .
مبارزة الهلال في الأبطال في هذه النسخة ستكون صعبة على المنافسين الأفارقة للنهج الفني المتبع والإستراتجية المرسومة من قبل ” المارشال ” الكونغولي في إصطياد المنافسين عبر ” كمين ” تكتيكي مُحكم أسقط به كل من يتربص بالكتيبة الزرقاء التي تواصل التقدم بثبات من أجل جلب الكأس ” الافريقية ” التي تمنعت على فارس ام درمان فتى الجوهرة الزرقاء طوال رحلة الأميال نحو الوصول للظفر بالتاج النادر.
الواقعية التي يؤدي بها فلوران مباريات الأبطال وتسييرها وفق تخطيط ” برغاماتي ” يريد النتيجة في المقام الأول ليهرب بالنقاط ويترك الحسرة تتملك المنافسين بعيدًا عن الاستحواذ ومباراة المولودية أمس دليل تميز جديد للهلال مع فلوران بتقديم كرة قدم سهلة ومباشرة عبر وسائل متفاعلة بسرعة مع بعضها البعض للوصول للمرمى كما شاهدنا أمام ” اليانغ افريكانز ” و” الغربان ” الكرة المباشرة ومواصلة التسجيل وامس عندما تعذر الوصول عبر الكرات المباشرة خلف الدفاع لعدم ترك المولودية لمساحات في الخلف لإدراك مدربهم خطورة هجوم الهلال الذي تحدث عنه في المؤتمر الصحفي قبل المباراة لجأ فلوران لحل آخر وهو المواقف الثابتة ومنها خطف ” قاساما ” هدف بصورة بديعة من جملة مرسومة في أذهان اللاعبين حيث يتمتع عناصر الهلال بطول القامة فكان الحل .
سيطر المولودية على فترات طويلة من المباراة وصنع الخطورة لكن القوة الذهنية التي يتمتع بها الهلال وتالق فوفانا حارس المرمى وأداء وسط الفريق المثالي والصبر الذي أصبح أبرز ثمة في اسلوب الهلال مع الراحة بالكرة والقرارات الجيدة من اللاعبين مميزات زرعها فلوران بوجود ثمانية لاعبين أجانب تلاشت عيوب الكرة السودانية من الهلال وبدأ كفريق تم تكوينه من قطع الاكاديميات الافريقية الموهوبة.
لايجد فلوران الثناء المستحق بطريقة اللعب التي يؤدي بها مباريات حصد ” النقاط ” وبات الهلال فريق ” مبرمج” على الفوز وخطف الاهداف في كل المباريات وهذا عمل فني عظيم للغاية نتمنى أن يتواصل الزخم وتستمر الرحلة حتى النهاية .
