رحيل محمد طاهر إيلا… نهاية مرحلة في التاريخ السياسي السوداني
الخرطوم – غيّب الموت اليوم الدكتور محمد طاهر إيلا، أحد أبرز الشخصيات السياسية والإدارية في السودان، بعد صراع طويل مع المرض، ليسدل برحيله الستار على مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود في العمل العام، شغل خلالها مواقع تنفيذية رفيعة أبرزها رئاسة الوزراء في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
مسيرة تنفيذية حافلة
تدرّج إيلا في عدد من المناصب التنفيذية، فكان واليًا لولاية البحر الأحمر لعقدٍ كامل، قبل أن ينتقل إلى ولاية الجزيرة عام 2015، حيث واجه تحديات تنموية واقتصادية كبيرة. وفي فبراير 2019، كلّف بتولي منصب رئيس الوزراء في مرحلة سياسية حرجة سبقت سقوط النظام السابق بأسابيع قليلة، ليكون آخر رئيس وزراء في عهد البشير. كما شغل مناصب اتحادية بارزة مثل وزير الطرق والجسور، وأسهم في تنفيذ مشاريع بنية تحتية وتنمية إقليمية واسعة.
خلفية أكاديمية متينة
وُلد إيلا عام 1951 في مدينة جبيت بولاية البحر الأحمر، وينتمي إلى قبيلة الهدندوة. درس الاقتصاد بجامعة الخرطوم، ثم نال درجة الماجستير من جامعة كارديف البريطانية، ما منحه قاعدة فكرية وإدارية انعكست على أدائه في إدارة الملفات الاقتصادية والتنموية.
شخصية مؤثرة في المشهد السياسي
عرف إيلا بشخصيته الصارمة والإدارية الحازمة، وبقربه من دوائر القرار داخل الحركة الإسلامية السودانية. ورغم الجدل الذي صاحب بعض فترات حكمه، إلا أنه ظل يُعتبر من أكثر الولاة إنجازًا وتنظيمًا، خاصة في ولاية البحر الأحمر التي شهدت تحولات كبيرة في عهده.
برحيله، يفقد السودان أحد رجالات الإدارة الميدانية الذين تركوا بصمتهم في مشاريع التنمية والبنية التحتية والإدارة المحلية، ليبقى إيلا حاضرًا في الذاكرة السياسية بوصفه رمزًا من رموز مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد.
