
معركة كردفان.. بين الواقع والتاريخ
بقلم: إبراهيم أحمد جمعة – الأبيض
الأربعاء 8 أكتوبر 2025م
في وقت تتحرك فيه القيادة التنفيذية للولاية لمتابعة ملفاتها مركزياً والعمل على إيجاد حلول عاجلة للعديد من القضايا المعلقة، التقى والي الولاية برئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي يضع اعتباراً واضحاً لأهل كردفان ولدورهم الريادي في معركة الكرامة.
لقد لعبت كردفان دوراً محورياً في هذه المعركة، ولم تنحز فرقها لأي دعوات مناطقية أو جهوية، فكان الجيش هو القبيلة والقبلة التي توحّد الوجدان الوطني.
معركة التحرير.. ترياق لحماية الوطن
تلك إشارة ذات مدلول واسع، تجعل من معركة تحرير كردفان ترياقاً لحماية الوطن، لأن هذه الولاية يحمل شعبها كل ممسكات النسيج الوطني من حيث يبدأ وينتهي التاريخ. فهي “أمة وسط” رغم صراخ بعض عديمي المؤهلات الذين اتخذوا من شماعة الهامش وسيلة لأغراضهم الخاصة.
كردفان في قلب التاريخ السياسي
لقد جرت محاولات عديدة لإخراج شمال كردفان من دائرة التأثير منذ اتفاق جوبا، الذي حاول تقزيم دورها السياسي، لكن تبقى القرائن التاريخية والتجربة التراكمية تميل لكفة عروس الرمال.
مشهد الحرب اليوم يكشف أن دعاة الهامش الذين رفضوا دور كردفان لم يجدوا ملاذاً آمناً إلا في الأبيض. والسؤال المطروح: من الذي يحاول اللعب على حبال استقرارها الأمني؟
الإشاعات ومحاولات زعزعة الأمن
هل بإمكان الأجهزة الأمنية الكشف عن حقيقة من يقف خلف إشاعة السبت وما سبقها من إشاعات ممنهجة؟
الواضح أن بعض أصحاب الطموح السياسي من الوافدين يلعبون على أوتار المشهد، وهو ما يستدعي من الجهات المختصة كشف الحقيقة.
الإشادة هنا مستحقة للخلية الأمنية التي نصبت كميناً محكماً للإيقاع بقيادة إحدى المجموعات القتالية التابعة للتمرد، الذي يحاول تطبيق أسلوب حرب العصابات والمجموعات الصغيرة، خاصة في مناطق الشفشافة وعديدات، حيث تزايدت عمليات النهب وتجميع المسلحين.
السبت.. إنذار مبكر
السبت الماضي كشف عن حالة من الارتخاء الأمني تحتاج إلى حسم مباشر، فلا تهاون في أمن المدينة ومواطنيها.
ووفقاً لمصادر خاصة، فإن الإطلاق تم من منصات متحركة ما بين الجمامة وشمال المزروب وتنه وصريف الكيك، حيث تتواجد مقدمة أتيام المسير، ويضم طاقمها نحو 18 عنصراً من الأجانب، بينما تتواجد المؤخرة في منطقة (X).
وتبقى التساؤلات قائمة حول شحنات القلابات القادمة لتلك الأطقم، وهل تمثل مؤشراً لتركيز جديد في عمليات المسير؟
ضرورة الضربات الخاطفة
السيطرة تتطلب تسريع الضربات الخاطفة، خاصة على مناطق تمركزات شمال بارا وشرق المليسة وشمال غرب الخوي، حيث تمركزت مدفعية التمرد في (أم قويز) شمال بارا، ويقودها أحد العناصر الميدانية المعروفة باسم (ح).
ويبقى السؤال الأهم: هل تعطل المهددات الأمنية عودة مواطني بارا إلى ديارهم؟
ولنا عودة.