الاخبار

سلفا كير يُحدث انقلابًا عسكريًّا في جوبا

خرطوم سبورت

سلفا كير يُحدِث انقلابًا عسكريًّا في جوبا

متابعات_خرطوم سبورت

في خطوة غير متوقعة، أعلن التلفزيون الرسمي في جنوب السودان أن الرئيس سلفا كير أقال قائد القوات المسلحة الجنرال داو أتُرجونغ بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه، وأعاد إلى المنصب الجنرال باول نانغ ماجوك، الذي كان قد أُقيل في يوليو الماضي.

ولم تقدم السلطات أي تفسير رسمي لهذه الخطوة، مكتفية بالإعلان عن التغيير، بينما تم نقل أتُرجونغ إلى منصب مستشار فني بوزارة الدفاع. ويأتي القرار وسط تصاعد التوترات السياسية والأمنية في البلاد، ما يثير تساؤلات حول دوافع الإقالة وتداعياتها على المشهد الداخلي المتقلب.

خلفية التغييرات وتداعياتها

إقالة الجنرال ماجوك في يوليو الماضي جاءت بعد سبعة أشهر فقط من توليه قيادة القوات المسلحة، في وقت كانت فيه البلاد تواجه اشتباكات متجددة في شمال شرق البلاد، حيث تمكنت ميليشيا من إثنية النوير من السيطرة مؤقتًا على مواقع عسكرية مهمة.

هذه التحركات داخل الجيش تُعد انعكاسًا لحالة عدم الاستقرار المزمنة في جنوب السودان، في ظل غياب مؤسسات سياسية قوية قادرة على إدارة الخلافات القبلية والعسكرية المتصاعدة.

محاكمة ريك مشار تعمّق الأزمة السياسية

بالتوازي مع الاضطرابات داخل المؤسسة العسكرية، يخضع نائب الرئيس الأول ريك مشار لمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، في تطور يُنذر بتصاعد التوتر بينه وبين الرئيس كير.

ويُعد مشار الخصم التاريخي الأبرز لكير منذ الحرب الأهلية التي اندلعت عقب استقلال البلاد، وتُعتبر محاكمته مؤشرًا على انهيار الثقة بين الشريكين في اتفاق السلام الهش الموقع عام 2018، والذي نصّ على تقاسم السلطة ودمج القوات المتحاربة ضمن جيش موحد.

اتفاق السلام على المحك

منذ استقلال جنوب السودان عام 2011، واجهت البلاد سلسلة من الأزمات البنيوية تمثلت في النزاعات القبلية وضعف مؤسسات المصالحة الوطنية، إضافة إلى التأجيل المستمر للانتخابات العامة.

ورغم توقيع اتفاق السلام في عام 2018، فإن تنفيذه تعرّض لانتكاسات متكررة بسبب الصراع على النفوذ والموارد، ما أدى إلى إضعاف فرص الاستقرار السياسي والمؤسسي في الدولة الوليدة.

مخاوف من انزلاق جديد نحو الحرب

في مارس 2025، تم اعتقال ريك مشار ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بدعم ميليشيات مسلحة تهدد السلام الداخلي. وقد أثار ذلك قلقًا واسعًا في الأوساط الإقليمية والدولية، وسط تحذيرات من احتمال عودة البلاد إلى دوامة الحرب الأهلية.

ويرى مراقبون أن تكرار الإقالات العسكرية واعتقال قيادات المعارضة يعكس هشاشة الوضع الأمني والسياسي، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية إلى ضرورة حماية اتفاق السلام ومنع انهياره الكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى