مقالات

سلوى أحمد موية تكتب : الفينا مشهودة

خرطوم سبورت

سلوى أحمد موية تكتب : الفينا مشهودة

الكرم قيمة إنسانية متأصلة ومتجزرة في الشعب السوداني يبدو ذلك جليآ في حرب ابريل ٢٠٢٣م التي افقرت المواطن والوطن هذه الحرب تعد علامة فارقة في تاريخ السودان الناصع. كلما حاولت الكتابة عن مرؤة وكرم الإنسان السوداني تمر بخاطري تلك الصور المأساوية وفرار الأهالي من المناطق التي دنسها الدعم السريع بالقتل والنهب والإغتصاب والتعذيب تاركين خلفهم ماحصدوه وجمعوه في سنين العمر الطوال. الملايين الآلاف من المواطنين هجروا منازلهم وقراهم ومدائنهم ونزحوا حفاظآ على أرواحهم من تتار آل دقلو الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد.
نيران الحرب التي نشبت في السودان لم تكن مجرد تدمير للنهضة والعمران والبنيان فحسب بل كانت نور ونار نور اضاء عمق معدن الإنسان السوداني فقد تجلت أواصر المحبة وظهرت قيم الإنسانية ومعاني الإيثار التفضيل والشهامة والكرم الحاتمي قيم لم تكن تظهر لولا الشدة والاحتياج، بانت معاني الاخوة الحقيقة في التضامن الأسري والتكافل المجتمعي ، وإتضح معنى الصديق وقت الضيق ومعنى الجار قبل الدار ومعنى اهلي ولاملي بطني ومعنى كل أجزاءه لنا وطن تلك المعاني السامية التي استعادت بريقها ولمعانها في ساحات المعاناة والوجع ومسافات النزوح. فقد علمنا الحرب دروسآ قاسية من الفقد والذل والوحشية والنزوح والهجران
كل مواطن نجا من الموت ونزح من ويلات الحرب الي المدن الآمنة وجد الكرم والترحاب والبشاشة والأبواب مفتوحة على مصراعيها. ولم يحتاج الكثير من النازحين الدخول لمراكز الإيواء ذلك لان اهل الدار أقتسموا معهم اللقمة والمأوى بكل طيب خاطر مؤمنين بأنهم ضيوف كرام وزوار عابرين مهما طال البقاء فإنهم سوف يعودون الي ديارهم بعد أن يعمها الأمن والأمان والاستقرار
روايات يحكيها النازحون عن كرم النفوس التي فتحت ديارها وقلوبها لهم، فمامن قرية او فريق اوحلة يمرون بها إلا وأهلها يتنافسون في ضيافتهم كل يجود بما يملك من طعام او شراب او ثوب يستر عورة أمرأة تمزق ثوبها باشواك الأشجار في الطريق الوعر وحزاء لمن حفت قدماه من طول المسير. قصص تشعرنا بالفخر والاعزاز لانتماءنا لهذا البلد الطيب المضياف وهنا يحضرني قول شاعرنا الكبير محمد علي ابوقطاطي حين قال(الزول بفتخر ويباهي بالعندو نحن أصحاب شهامة والكرم جندو مافي وسطنا واحدآ ما انكرب زندو البعجز بقع بيناتنا بنسندو الفينا مشهودا عارفانا المكارم نحن بنقودا والحارة بنخودا).
فمن بالمرؤة حب الوطن ومما لا شك فيه حبنا وولاءنا لأرض السودان الغالي الذي نفديه بالنفس والارواح فما يحمله الإنسان السوداني من قيم وموروثات حريً بنا ان نتباهى بسودانيتا التي تسعى مليشيا آل دقلو الارهابية ودويلة الشر لمحونا من الوجود وأستجلاب قوم آخرين وإستيطانهم في بلدنا تعمل على طمس هويتنا ومسح معالمنا واثارنا من الوجود الي العدم إلا أن الشعب السوداني قادر على النهوض مهما تعثر قادر على جمع بقايا الحجارة المتناثرة من دمار الحرب وبناء سلم النهضة والنماء فهو شعب مكافح تشرئب اعناقه الي قمم النضال وذروة الكرامة. وكلنا جيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى