الاخبار

ماذا تعرف عن منطقة هجليج ؟

خرطوم سبورت

ماذا تعرف عن منطقة هجليج ؟

متابعات_خرطوم سبورت

النفط في هجليج يمثل قلب الصناعة النفطية في السودان وأحد الأعمدة الرئيسية لصادرات جنوب السودان، بفضل موقع الحقل داخل حوض المجلد الغني بالاحتياطيات المؤكدة والبنية التحتية الضخمة المرتبطة به. يضم الحقل عشرات الآبار ومحطات المعالجة والضخ وخطوط الأنابيب، ما جعله هدفاً استراتيجياً في الصراعات الأخيرة داخل السودان.​

الموقع والأهمية الجيولوجية
تقع هجليج ، ضمن حوض المجلد الإخدودي الذي يحتوي على جزء كبير من الاحتياطي النفطي السوداني المؤكد. هذا الموقع يجعلها نقطة التقاء بين الحقول المنتشرة في جنوب السودان ووسط وغرب السودان، ويمنحها ثقلاً جيواقتصادياً يتجاوز حدودها الإدارية.​

تُعد المنطقة من أغنى مناطق البلاد بالنفط، إذ تشير بيانات رسمية إلى وجود نحو 75 بئراً في محيط هجليج تُسهم بشكل مباشر في تغذية الاقتصاد السوداني. كما أن طبيعة الحوض كحوض صدعي رسوبي وفّرت ظروفاً ملائمة لتراكم كميات كبيرة من الهيدروكربونات التي شجعت على استثمارات مبكرة في الاستكشاف والإنتاج.​

البنية التحتية النفطية والإنتاج
تضم هجليج المنشآت السطحية الرئيسية لمعالجة ونقل النفط في كل من السودان وجنوب السودان، بما في ذلك محطة الضخ الرئيسة، ومحطة المعالجة المركزية للخام، ومستودعات للمعدات النفطية. وتوجد في الحقل خزانات تخزين بسعة تتجاوز 400 ألف برميل، بالإضافة إلى نحو 19 معسكراً لعمال وموظفي الشركات المحلية والأجنبية، ومحطة لتوليد الكهرباء تغذي حقول المنطقة بالكامل.​

بدأ تطوير حقل هجليج عام 1996 بواسطة شركة أراكيس للطاقة قبل اندماجها في شركة تليسمان الكندية، ثم انتقلت إدارة الحقل إلى شركة النيل الكبرى لعمليات البترول (GNPOC)، وهو تحالف يضم شركات صينية وماليزية وهندية وسودانية. قُدِّر إنتاج هجليج بحوالي 60 ألف برميل يومياً مع خطط لرفعه إلى نحو 70 ألف برميل يومياً، مع الإشارة إلى أن الإنتاج بلغ ذروته منتصف العقد الأول من الألفية ثم بدأ في التراجع التدريجي.​

خطوط الأنابيب والتصدير
تنطلق من منطقة المجلد/هجليج بداية شبكة خط أنابيب النيل الأكبر، الذي ينقل الخام إلى مصفاة وميناء بشائر قرب بورتسودان على البحر الأحمر للتصدير. تصل الطاقة التصميمية لهذا الخط إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يومياً، ويمتد لمسافة تقارب ألف ميل (نحو 1600 كيلومتر) عبر ولايات السودان حتى ساحل البحر الأحمر.​

تم لاحقاً تمديد الخط جنوباً ليربط حقول وحدة والحقول الصغيرة المجاورة في جنوب السودان، ما جعل هجليج محطة المعالجة والعبور الرئيسة لنفط جنوب السودان الذي يعتمد على هذا الممر للوصول إلى موانئ التصدير. لذلك يشكّل أي توقف في هجليج تهديداً مباشراً لعائدات الخرطوم وجوبا معاً، بحكم أن جنوب السودان بلد حبيس يعتمد على عبور نفطه عبر الأراضي السودانية.​

الدور الاقتصادي والسياسي
بعد انفصال جنوب السودان عام 2011 وخسارة الخرطوم لجزء كبير من احتياطياتها وإنتاجها النفطي، ازدادت أهمية هجليج بوصفها أحد أكبر الحقول المتبقية ومصدراً رئيسياً للعملات الصعبة. هذه المكانة جعلت الحقل محوراً لنزاعات متكررة، من بينها المواجهات المسلحة بين السودان وجنوب السودان عام 2012 التي استهدفت المنشآت قرب هجليج وأثرت على تدفق الخام.​

في سياق الحرب الحالية داخل السودان، أعلنت قوات الدعم السريع في نوفمبر وديسمبر 2025 عن هجمات ثم سيطرة على حقل هجليج ومنشآته، ما أدى إلى إيقاف أو تعطيل مؤقت للإنتاج ومعالجة الخام، بما في ذلك نفط جنوب السودان. هذه التطورات أبرزت هشاشة البنية النفطية في الإقليم وأكدت أن التحكم في هجليج يمنح أي طرف نفوذاً اقتصادياً وسياسياً واسع التأثير على مستوى السودان والمنطقة.​

السكان والتنمية المحلية
تُعد هجليج بوابة جغرافية لولايات جنوب وشمال كردفان وشرق وجنوب دارفور، وتستوطنها مجموعات من قبائل هذه الأقاليم، من بينها قبائل المسيرية والرزيقات. أدى وجود الحقل والشركات العاملة فيه إلى جذب أعداد كبيرة من العمالة من المناطق المجاورة، ما ساهم في توسع العمران وتحريك الأسواق المحلية.​

كما أسهمت الاستثمارات النفطية في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وبالتالي خفض معدلات البطالة نسبياً في بعض المناطق المحيطة، رغم استمرار شكاوى السكان من عدم توازن عوائد النفط مع مستوى الخدمات والتنمية على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى