
ماذا تعني تهنئة ديبي للبرهان؟
بعث الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي برسالة تهنئة رسمية لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في خطوة أثارت اهتمام المراقبين السياسيين، لا سيما أنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد الاتهامات من الخرطوم تجاه بعض دول الجوار بالتورط في الصراع الدائر في البلاد.
وبالرغم من أن البرقية جاءت في سياق رسمي بمناسبة عيد الأضحى، إلا أن محللين يرون أنها تتجاوز الطابع البروتوكولي، وتحمل رسائل سياسية مبطنة تعكس حرص إنجامينا على إعادة تموضعها دبلوماسيًا في المشهد السوداني، أو على الأقل الحفاظ على شعرة معاوية مع القيادة العسكرية في بورتسودان.
وتأتي هذه التهنئة في وقت تتزايد فيه التوترات على الحدود، خاصة في إقليم دارفور الذي تتداخل فيه المصالح الأمنية والقبلية بين السودان وتشاد. ورغم إعلان نجامينا المتكرر التزامها بالحياد، إلا أن تقارير متطابقة تشير إلى ارتباط بعض الفصائل السودانية الناشطة في دارفور بعلاقات مع أطراف داخل تشاد، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
ويرى مراقبون أن برقية ديبي قد تمهّد لتحرك دبلوماسي أوسع، أو تأتي كمحاولة لامتصاص التوتر بين الجانبين، خاصة بعد التراشق الإعلامي الذي شهدته الأشهر الماضية بشأن تورط أطراف خارجية في دعم المجموعات المسلحة داخل السودان.
وفي ظل غموض الموقف الإقليمي وتعدد اللاعبين في ساحة النزاع السوداني، تبقى هذه التهنئة بمثابة مؤشر محتمل على تغير في نبرة الخطاب بين الخرطوم وإنجامينا، وهو ما قد يُترجم في الأسابيع القادمة إلى خطوات أكثر وضوحًا على صعيد التنسيق أو الوساطة بين الطرفين.