الاكتئاب… مرض نفسي أم جسدي؟
الاكتئاب ليس فقط “حزنًا” أو “حالة نفسية”، بل مرض كامل قد يظهر بأعراض جسدية مزعجة ومعيقة للحياة اليومية. لذلك التوعية بهذه الحقيقة قد تنقذ شخصًا من دوامة طويلة من الفحوصات والآلام غير المبررة.
🔹 الاكتئاب في صورته الكلاسيكية
الاكتئاب مرض نفسي شائع يؤثر على طريقة التفكير والمشاعر والسلوك. من أبرز أعراضه:
• الحزن المستمر أو الفراغ العاطفي
• فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة المعتادة
• الشعور بالذنب أو انعدام القيمة
• بطء التفكير أو الحركة
• أفكار انتحارية (في الحالات الشديدة)
🔹 الاكتئاب بأقنعة جسدية
في كثير من الأحيان، لا يُظهر الاكتئاب نفسه من خلال الحزن، بل عبر أعراض جسدية يصعب تفسيرها، مثل:
• آلام مزمنة: خاصة في الرأس، الظهر، والمفاصل
• اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان أو الإمساك أو القولون العصبي
• الإرهاق المستمر: رغم النوم الكافي
• اضطرابات النوم: أرق أو نوم مفرط
• تغيرات الشهية والوزن
• خفقان أو ضيق في التنفس دون سبب عضوي
هذه الأعراض تُسمى أحيانًا بـ”الاكتئاب المقنّع”، إذ يخفي المرض النفسي نفسه خلف شكوى عضوية، ما يؤخر التشخيص ويزيد من معاناة المريض.
🔹 لماذا يحدث ذلك؟
الجسم والعقل يعملان كمنظومة متكاملة. عند الإصابة بالاكتئاب، يحدث خلل في كيمياء الدماغ، خصوصًا في النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين. هذه المواد لا تتحكم فقط في المزاج، بل أيضًا في الألم، النوم، الهضم، والطاقة الجسدية.
لهذا فإن انخفاض هذه النواقل يؤدي إلى سلسلة من التغيرات الجسدية.
🔹 من الطبيب المناسب؟
إذا كنت تعاني من أعراض جسدية مزمنة بلا سبب واضح – خاصة إن كانت مترافقة مع تغيرات نفسية – فربما يكون الاكتئاب هو الجذر الخفي. في هذه الحالة، يجدر بك استشارة:
• طبيب نفسي (لتشخيص الاكتئاب)
• أو طبيب باطني واعٍ بالعوامل النفسية المؤثرة على الصحة
⸻
🔹 العلاج… جسدي ونفسي
الخبر الجيد أن علاج الاكتئاب يُحسن الأعراض النفسية والجسدية معًا. ويشمل:
• العلاج الدوائي: مضادات الاكتئاب (تحت إشراف الطبيب)
• العلاج السلوكي المعرفي: لتعديل طريقة التفكير
• النشاط البدني: مثل المشي أو التمارين الخفيفة
• النوم المنتظم والتغذية الصحية
