
هل ستنجح لجنه الحكماء
بقلم :اسماعيل جمباكا
الجاليه السودانيه بمصر من أكبر جاليات السودان في الخارج ومن أقدمها وأعرقها حباها الله بصلات مجتمعه طيبه اسهمت ولا زالت تسهم في خلق تواصل مع المجتمعات الموازيه لها وهي مسلحه بتاريخ عريض من الإنجازات والتجربه العظيمه التي جعلتها مميزه دون جاليات السودان في الخارج حيث أصبح لديها مكونات اجتماعيه واجسام متجذره في أم الدنيا لأكثر من مئتان عام ومرت بكل العواصف والمناخات التي ضربت السودان سياسيا واجتماعيا علي مر السنين وهي واقفه شامخه تؤدي دورها الطليعي في إثراء ثقافه الشعوب والدبلوماسيه الشعبيه يتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل حامله هم السودان في عزة وشموخ
الجاليه السودانيه بمصر ظلت سندا للوطن في أحلك الظروف علي امتداد السنين حاملة هموم وقضايا السودان في حدقات عيونها وظهير استراتيجي للدوله السودانيه في كل قضايها في روح انسجاميه ورثها أبنائها من اول رعيل حتي يومنا هذا
اذن لابد أن يكون هنالك خلافات سطحيه تطرأ في مثل هذه الأجسام الاجتماعيه فهي سنه الحياه فالخلاف ظاهره صحيه اذا كان من أجل المصلحه العامه
ما دفعني لكتابه هذه السطور هو اللجنه الموقره التي تسعي هذه الأيام لرأب الصدع بين مكونات الجاليه السودانيه وهو مسعي في وجهة نظري جميل وحميد جدا يدعو الي توحيد الصف من أجل السودان اولا ومن أجل انسان السودان في المهجر اتمني لها التوفيق
ولابد من الاشاره الي ان هذه الجاليه خلافاتها كما ذكرت سطحيه ولكن لا مانع من معالجتها ولابد من ان تنتبه اللجنه الموقره الي جذور المشكلات واسبابها والعمل علي إيجاد طرق لتذليلها حتي لا تعود الي الواجه مرة اخري
وأود ان الفت انتباه اخوتي بالجنه الموقره الي ان بالجاليه السودانيه بمصر رجالا يعملون في صمت وبانفراد ويقومون بادوار اجتماعيه كبيره انسانيه عظيمه من أجل أبناء السودان بمصر فيجب حصرهم أيضا والجلوس معهم
خلال انصهاري في هذه الجاليه لأكثر من عشرين عاما خلصت الي حقيقه عظيمه جدا عن الجاليه السودانيه بمصر وهي انهم مهما اختلفوا لا يختلفو علي حب الوطن وانهم يختلفون في ادب شديد جدا وحتي يومنا هذا لم نشاهد مشادات او عراك او قضايا بين أبناء الجاليه السودانيه بمصر ويستحقون عليه وسام علي صدر كل واحد منهم
ومن خلال تجربتي أيضا بالجاليه السودانيه بمصر وهذا للتاريخ بأن هذه الجاليه العريقه تربت على مساعده بعضها البعض بكل مكوناتها وهي التي سيرت القوافل الي السودان وكفلت الايتام واقامت جمعيات مساعده المرضي في أجواء كانت تسودها المحبه والاحترام
اخوتي الأعزاء بلجنه حكماء الجاليه ان الجاليه السودانيه بمصر أصبحت أكبر من الماضي بعشرات المرات والمشاكل والعقبات زادات علي كاهل السفاره السودانيه بمصر بسبب الحرب لذلك لابد من استصحاب الوافدين الجدد بكل مشاكلهم من ناحيه تعليم وصحه ومشاكل اجتماعيه لاحصر لها
كما لا يفوتني ان الفت انتباه الجميع بأن هنالك أجسام تاريخيه في الجبل الأصفر وأبناء السودان بعين شمس وأبناء النوبه ودار فور والشرق منهم من انتظم في شكل جمعيات ومنهم من يقف حائرا فيجب استصحابهم والسماع الي ارائهم
كما ننوه بأن هنالك شريحه من رجال الأعمال لهم أكثر من مئه عام متوارثين المهنه وأولهم مصدري الماشيه فلا ننسي بأنهم موجودون الان وأسرهم موجوده ويزاولون مهناتهم التي ورثوها فلابد من الاستفاده من تجاربهم وايضا قبيله الرياضيين والفنانين فهم موجودون ولهم تجاربهم
في وجه نظري ان عبقريه تكوين هذه اللجنه تكمن في استخلاص تجربه مجتمعه طويله المدي يمكن أن تكون مرجعا للأجيال القادمه بطريقه منظمه جدا وتفادي أخطاء الماضي ووضع أسس قويه في العلاقه بين الشعوب لاسيما دوله مصر العظيمه بشعبها ولا يفوتني ان اقول (شكرا مصر أمد الدهر)
ختاما وليس ختاما تمنياتي القلبيه الصادقه للجنه الحكماء ومن يقف خلفها ونذكرها بأن ويجب أن نقف خلفها فمثل هذا العمل قمنا به رمضان السابق ومعي المستشار محمد جباره وقطعنا فيه شوطا وجلسنا مع معظم الأطراف ووجدنا تجاوب كبيرا ولكن لم نصل الي حل ولكن ثقتي كبيره الان في ان هذه اللجنه يمكن أن تقدم شيئا للتاريخ اذا فتحت صدرها واستصحبت كافه أطراف المكونات معها لا سيما وان الوطن يتعافي من كل امراضه بإذن الله تعالى