
الشمالية ، لا أُطمْئن ولكن !
كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
يُقال عن الأراضي الأمريكية أنها في مأمن من أي اجتياح لقوات برية من اي دولة خارجية .. ليست لأنها تملك دفاعاتٍ حصينة أو محاطة بأسوار وحصون وخنادق ، وليست لانها تتملك اقماراً صناعية كاشفة أو طائرات استطلاع وإنذار مبكر .. كل هذه تمتلكها أمريكا وزيادة .. ولكنها ليست هي السبب في القول بأن أراضيها في مأمن عن أي اجتياح بري من الخارج . إنما السبب هو أنها محاطة باكبر محيطات العالم المائية من جهاتها ، والتي تمنعها – طبيعيا – من أي اجتياح بري من الخارج ..
الولاية الشمالية ومدنها “الوديعة” كذلك محاطة بأكبر محيطين صحراويين ، من جهتيها الغربية والشرقية على السواء .
صحيح اليابسة ليست كمسطحات المياه في المحيطات في منع وإعاقة الاجتياحات البرية .. ولكن يابسة كيابسة الصحراء الغربية المقفرة والمهلكة – المكشوفة – تجعل من أي اجتياح بري في حكم المحيطات تماماً ..
من البدهي – عند الجيوش النظامية والمسؤولة – أن تكون لها أهداف لأي اجتياح بري لقواتها :
– إما اجتياح لهدف الاحتلال والبقاء ، وهذا لا يمكن أن يكون هدفاً للتمرد في اجتياحهم ” المزعوم ” للولاية الشمالية ، لأن مثل هذا الهدف يحتاج إلى إمداد ضخم ومستمر وهذا ما لا يتوفر في التمرد – على الأقل الآن – وهو يتكبد الخسائر تلو الخسائر والهزائم ، ويفقد في كل هزيمة ما يفقد !
– الهدف الثاني لأي اجتياح بري هو الضربة الخاطفة والعودة فراراً الى مناطقهم .. وهذا الهدف مع وجود الصحراء الممتدة والمكشوفة – بحيث تتحرك القوات من مناطقها وتعبر الصحراء المقفرة ، وتصل الأهداف وتخوض معاركها ، ثم – بعد هذا – تعود قافلةً ومتمهلة الى مواقعها وهي آمنة ولا يعترضها معترض براً ولا جواً !. هذا الهدف اكثر استحالةً وبعداً وأشق تحقيقاً من الهدف الأول..
هذا المانع الطبيعي – وكما يشير العنوان – أبداً لا ينبغي ان يكون سبباً للاطمئنان والتهاون والاسترخاء لإنسان الولاية الشمالية .. لان هذه الموانع الطبيعة إنما تمنع القوات النظامية ” المسؤولة ” التي ” تدرك ” ما تفعل وتضع أرواح جنودها وسلامتهم في الاعتبار وتحسب لاي عملية حسابها .. وهذا- ابداً – لا يتوفر في قوات التمرد بما لوحظ فيهم في جميع عملياتهم .. لذا ، ليس من المستغرب ولا من البعيد – وهم هكذا تتر إفريقيا – أن يخاطروا بعبور الصحراء المهلكة لتحقيق هدف إعلامي أهوج وقاتل ( أنا اجتاح إذن أنا موجود ) ، فيهلكوا !
فانتبهوا ،،،
وسورتود يحييكم ،،،،،