مقالات

بدرالدين الدين أبوتريكة يكتب د. عمر شمعة في عز الظلام

خرطوم سبورت

المختصر المفيد /بدرالدين أحمد أبوتريكة

د. عمر شمعة في عز الظلام

° المرء يجازى بفعله وخصاله، وما كان الحرف يومًا وفيًا إن عجزنا عن تكريم من يستحق التكريم وقدمناه منارة في المكان المناسب، رفعةً للمكان ووفاءً للزمان وشكرًا للسعي، وتقديرًا للجهود.
° ترددت كثيرًا قبل أن أكتب ولكنني إن لم أكن شاهدًا بل وقريباً جداً ولصيقًا جدًا بما سأورده ما كنت سأكون منصفاً، وانا ذهاء الثمانية سنوات قضيتها بين سرابيل مستشفى الأسنان التعليمي ود مدني أتابع بعين الإعلام الشاخصة التي لا تغفل عن الكبيرة والصغيرة، كانت مستشفى الأسنان التعليمي ود مدني مؤسسة ضئيلة شاحبة متهاوية في بادئ أعوامي وأنا أتجول في كافة المؤسسات الصحية بما فيها وزارة الصحة بولاية الجزيرة.
° كانت مستشفى الأسنان تشتغل بدوام جزئي لا يتعدا الأربعة ساعات وتغلق أبوابها لا يرتديها المرضى تفتقر لأبسط الخدمات والمقومات التي ترتقي لمصاف المؤسسات..
° حتى حانت لحظة التحول الكبير في مستشفى الأسنان ود مدني عندما غيض الله لها رجلًا سمحًا يعشق التحدي، تستهويه العزيمة والإرادة الكبيرة، ثقلته سنين عمره وعقله الكبير وفكره المتقد وروحه الوثابة التي لا تعرف الركون بل تحب العمل في صمت دون ضجيج لتترك الأثر شاهد على كل فعل.
°بدأت مسيرة التحول الكبير في مستشفى الأسنان التعليمي ود مدني بقيادة وحنكة دكتور عمر السني بعد تعيينه مديرًا عامًا، دون أي مقومات مادية فقط بخبرته وحنكته بدأ يدب كدبيب النمل يلقط زرات السكر المتناثرة هنا وهناك فتارة يهرع بعربته الخاصة يسابق الريح ما بين مدني والخرطوم، وحرك سرب علاقاته المميزة الكبيرة بكل أصدقائه وتلاميذه في الحقل الطبي بالخارج، وبدأ شيئاً فشيئاً يرسم ملامح مستشفى الأسنان التعليمي ود مدني ويخرجها من ركام العدم إلى واجهة الصروح الصحية الكبيرة التي تمزق كثير من الفواتير التي سنطرق قليلًا منها، واساهمه الكبير في هذا الصرح الصحي الذي تفخر به عروس الجزيرة ود مدني.

¥ وقفة أولى :

° دكتور عمر السني هيأ ظروفاً مثالية جدًا للعمل، فكان قريبًا من الجميع مكتبه مفتوح بلا سكرتير، وأنت داخل على مكتبه يخال لك أن المدير لم يأتي بعد لا يكاد يخلو مكتبه ولو لثانية من الكوادر التي تعمل معه أو مريض لديه مشكلة، وكان يضع المشرط على الداء وهو مبتسم دون أن يشعرك بصفته فيحل المشكلة في ثواني وان كلفته إدخال يده في جيبه ما أكثر ذلك بحكم عملي في مجال الإعلام والعمل الطوعي والحالات التي تأتي إلي ما تلبث سوى دقائق وأجد دكتور عمر قد حلها في صمت ويأتي المريض متهللاً فرحًا.
° حول دكتور عمر السني مستشفى الأسنان لمنارة ضخمة من تأهيل للعيادات، ورفد المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة، وتأهيل غرفة العمليات الكبرى تحت البنج الكامل وتشغليها بعد توقفها لسنوات طوال، وكذلك صيانة العنابر وتوفير مولد كهربائي بمبلغ كبير جدًا وغيرها من لوازم العمل في المؤسسات الصحية من نظافة ومعينات واستراحات وشبكات مياه وكهرباء ومحولات..
° فعل دكتور عمر كل ذلك بمجهود شعبي ذاتي وعلاقات واسعة وخبرة كبيرة يحسد عليها.

¥ وقفة أخيرة :

° الإدارة الرشيدة والخبرة في إدارة المؤسسات وكيفية تطويرها وجعلها منارة، والأمانة والنزاهة والصدق وإخلاص النية وحب العمل والشفافية هي كانت ولا زالت سمات تميز دكتور عمر السني في عمله مديرًا عامًا لمستشفى الأسنان التعليمي ود مدني.
° استطاع دكتور عمر السني بهذا المجهود الجبار أن يمزق فاتورة الغلاء الطاحن في العيادات الخاصة، وكلفة السفر من الجزيرة للخرطوم وغيرها في محاولة لإسكات أوجاع وآلام الفم والأسنان واللثة والفك وإجراء العمليات هناك.
° لم تكتفي بذلك فقط بل وقفت مستشفى الأسنان شامخة بدور وطني كبير ليل نهار وهي تستقبل مصابي هذه الحرب التي تدور رحاها في السودان كلفةً ما بين مصاب بطلق ناري أو شظايا المقذوفات إصابات متفاوته وعميقة ما بين جروح قطعية في الفم والوجه، وكسور مركبة ومعقدة بالفكين الأسفل و العلوي، فهرع إليها الجميع من كل ولايات السودان المختلفة شرقها وغربها وجنوبها ووسطها وكان البلسم الشافي بإشراف أميز الكوادر الطبية موجودًا في مستشفى الأسنان التعليمي ود مدني دون الحوجة لمقابلة أخصائيين في عياداتهم الخاصة وزيادة كلفة العلاج.
° كان بإمكان دكتور عمر أن لا يكلف نفسه كثير عناء وان يقف فقط في عياداته الخاصة ويدخر جهده فيها، لكن أبت نفسه بروحه وحبه لموطنه مدني إلا أن يميط اللثام ويكشف عن كاريزما قيادية كبيرة وإخلاص وتفاني منقطع النظير لدرجة أن ما وفره لمستشفى الأسنان لم يوفره في عياداته الخاصة.
° لم تربطني به علاقة دم ولا نسب ولا مصلحة لكنها أمانة كنت شاهد عليها وواقف على تفاصيلها ومكتب مبادرتنا الخيرية يفتح فيها وهذا ما جعلني أتابع الأحداث بتعمق أكبر، أمثال دكتور عمر يجب أن يكرموا في وزارة الصحة أو ارفع من ذلك ليتثنى له تقديم مزيد من الخبرة للولاية.

¥ وأخيراً جداً :

يكفي أن قوات الدفاع في الجسم
كريات بيضاء..!!

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى