
د محمد عبد الرحمن يكتب:تأثير الحروب على المتابعة الدورية للمرضى: أزمة صحية صامتة
هنالك أزمة صحية صامتة لا تحظى بما يكفي من الاهتمام: انقطاع المتابعة الدورية للمرضى المزمنين.
الحروب لا تفتك بالأجساد فقط، بل تُدمّر النظم الصحية وتقطع سبل الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية. فالمراكز الصحية تُقصف، والكوادر الطبية تُهاجر أو تُستنزف، والأدوية تنفد أو تصبح باهظة الثمن، مما يترك المرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والربو، وأمراض القلب، في مواجهة مصير مجهول.
النتائج الصحية المترتبة
غياب المتابعة الدورية يؤدي إلى تفاقم الحالات المستقرة، وتحولها إلى حالات حرجة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
• الفشل الكلوي لمرضى السكري غير المتابعين.
• الجلطات القلبية والدماغية نتيجة عدم ضبط الضغط.
• نوبات ربو شديدة بسبب نقص الأدوية أو المتابعة.
الفئات الأكثر تضررًا
• كبار السن: وهم أكثر عرضة للأمراض المزمنة ويجدون صعوبة في التنقل.
• النساء الحوامل: يفقدن فرص المتابعة الدورية، مما يعرضهن ومولودهن للخطر.
• الأطفال: يحرمون من اللقاحات الأساسية والفحوصات الدورية.
دور المبادرات الصحية الطارئة
في حالات الطوارئ، تصبح المبادرات الصحية الإنسانية ضرورة قصوى لتعويض غياب النظام الطبي التقليدي. تحتاج هذه المبادرات إلى:
• فرق طبية متنقلة.
• توزيع أدوية الأمراض المزمنة مجانًا.
• نشر التوعية الصحية للمرضى عن كيفية التصرف عند تعذّر الوصول للطبيب.
الحرب تقتل بصمت عندما تمنع المرضى من حقهم في الرعاية الدورية. من الضروري أن تُدرج المتابعة الطبية في الخطط الإنسانية، تمامًا كما تُدرج مياه الشرب والغذاء والمأوى، لأن الصحة لا تنتظر.