
رشان أوشي: حكومة الأمل تحتاج إلى مشروع واضح لا مجرد وجوه جديدة
أثارت الكاتبة الصحفية رشان أوشي في مقال جديد لها تساؤلات مهمة حول طبيعة المشروع الذي ستعمل عليه “حكومة الأمل”، التي أعلن رئيس الوزراء د. كامل إدريس عن تشكيلها مؤخرًا. وأشارت إلى أن النقاش العام انحصر بين المدح والقدح للشخصيات التي شغلت الحقائب الوزارية، دون الوقوف على جوهر القضية: ما هو المشروع الوطني الذي ستنفذه هذه الحكومة؟
غياب الرؤية خطر على الانتقال من الحرب إلى البناء
أوضحت أوشي أن رئيس الوزراء لم يطرح حتى الآن رؤية أو خطة انتقالية واضحة تخرج السودان من واقع الحرب إلى آفاق إعادة البناء، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت كل وزارة ستعمل منفردة وفقًا لتجارب وزرائها وخبراتهم، دون تنسيق شامل أو إطار عمل موحّد.
دعوة للإبقاء على القيادات الأمنية في المرحلة الحالية
وفي سياق حديثها عن ضرورات الأمن القومي، شددت أوشي على أهمية استمرار كابينة القيادة الأمنية والعسكرية كما هي، لكون التحديات ما زالت قائمة. وأكدت أن وجود جنرالات محترفين يمتلكون شبكات علاقات داخلية وخارجية سيكون عاملًا مساعدًا في بناء منظومة أمنية جديدة تستفيد من دروس حرب 15 أبريل.
الرؤية السياسية ضرورة لا ترف
أكدت أوشي أن طرح رؤية سياسية واقتصادية واضحة لحكومة الأمل ليس ترفًا، بل هو مطلب ملح لإنعاش الاقتصاد، وتحفيز عمليات الإعمار، وإنهاء العزلة السياسية. ولفتت إلى أن أي حكومة، حتى لو حصلت على تأييد شعبي أو دولي واسع، قد تتلاشى إن لم تقم على مشروع حقيقي يجعل منها الحل الوحيد الممكن في عيون الناس.
خاتمة تحمل تحذيرًا وتنبيهًا
واختتمت رشان أوشي مقالتها بالقول إن البلاد لا تحتمل مزيدًا من التجريب، وأن غياب الخطة سيحوّل حتى أكثر الحكومات حظًا إلى كيان هش، قد لا يصمد أمام ضغط الواقع وتحديات ما بعد الحرب.