
إبراهيم جمعة يكتب : شمال كردفان:
(الجوع والمسغبة وأرض التاريخ)..1
نكتب رغم الملاريا المتحكمة فينا في استهلالية أسبوع يتصدر مشهده زيارة مفوض العون الإنساني المركزي الأستاذة سلوى بنية، الزيارة التي تأخرت كثيراً ولكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.
🥏الشاهد أن عدد الأسر النازحة إلى مدينة الأبيض وصل إلى (170.000) أسرة نازحة بفعل الحرب، زيادة مضطردة تحملتها المدينة في وقت تصمت فيه المنظمات عن إدانة جرائم المليشيا المتصاعدة، آخرها استباحة مجمع مصابيح الهدي بقرية سراج، ومقتل أحد الشيوخ، وتهجير مواطني قرية أم دايوقه مزمل الذين وصلوا إلى منطقة أم بركات.
🥏الإشارة أعلاه، غياب الإدانة الرسمية يضعف جانب التناول الإعلامي للانتهاكات المتصاعدة، وفي ذات الوقت يضعف مسودة الإطار القانوني لقضايا جرائم وانتهاكات المليشيا في شمال كردفان، فهل تنتبه الأجهزة الرسمية وترفع من مستوى تدابيرها للتعامل مع الملف الإنساني وتشابكاته المختلفة؟
🥏المشهد الكلي يكشف عن تحشيدات للمليشيا في محاولة طابعها التهور لفتح جبهة تجذب الأنظار في غربي أم درمان، فدفعت بالعديد من العربات القتالية عبر طريق الجمامة جبرة الشيخ، وعبر أم شرو .. حمرة الوز .. كبش نور .. وبريرة.
والشاهد أن بضعاً وخمسين عربة وصلت حمرة الوز عند الثالثة وعشر دقائق وتمركزت شرق المركز الصحي، فهل يدرك الجزار (ع) الذي تبرع بالناقة وذبحها لضيافة القوة أن العيون تجمع قصاصات الحدث؟
ولكن لماذا وجهت المليشيا عناصرها ومتعاونيها للتسلل إلى مدينة الأبيض في اللواري السفرية والعمل كمساعدية وعمال شحن؟ وهل تعيد ارتكازات المدينة ترتيب أوراقها لمقابلة الأحداث الجارية؟
🥏وقائع الميدان تكشف عن تعرض المليشيا لخسائر كبيرة في معركة عد السدر حيث بلغ عدد العربات المدمرة (35) عربة، وما يصل إلى (444) عنصراً بين قتيل وجريح، وتصل نسبة الجرحى فيهم حوالي 23%، وهو مؤشر يكشف عن حجم الدعاية التي استماتت فيها المليشيا لتصوير هزيمة متوهمة للجيش، لأن ما جرى لقوات النخبة ومرتزقة جويد خاطر يكشف عن وقائع الميدان التي تذهب في اتجاه واحد، وهو انتصار القوات المسلحة والقوات المساندة لها، كما يكشف عن تمرد قوة معتبرة يقودها عيسى أبو التابع لمجموعة (قجه)، قوامها (49) عربة قتالية بقوة تصل إلى (540) عنصراً، وانسحبت في شكل انفرادي باتجاه الجنوب مع وجود توجيهات من قيادة المليشيا بعدم اعتراضها أو الاشتباك معها، فهل تكشف الحادثة عن تصدع داخلي وسط مكونات المليشيا؟
🥏المشهد يحتاج إلى إحكام الرقابة على خط الإمداد المفتوح عبر منجم الزراف والسادة، حيث يتم تجميع القوات في ظل نشاط واضح ومتصاعد للمتعاونين المحليين. واتخذت المليشيا استراتيجية السير ليلاً وفي شكل دفعات صغيرة وتجميعها لاحقاً، ولكن ما هي حكاية جرارات الإمداد الأربعة القادمة للمنطقة؟ هل تأتي لمعالجة التمرد المتصاعد وسط القوات؟ أم تأتي لإمداد وتجهيز بعض قوة المحليين؟
🥏الإشارات أعلاه، هل تتطلب تنسيقاً محكماً وشبكات متسعة للاتصال الميداني في ظل تحشيد يراد له أن يشكل خطراً للدفاع؟ وهل ينطبق المثل المحلي على زيارة مفوضة العون الإنساني (جاية من النيل ما جابت عوداً عديل) أم تخيب الظن وتدفع بمعالجات ذات أثر إيجابي في الملف الإنساني بالولاية وولايات كردفان الأخرى؟
ولنا عودة