البرهان في مواجهة الرباعية الدولية.. خطوة جديدة نحو تسوية معقدة
متابعات_خرطوم سبورت
في تطور دبلوماسي لافت ضمن الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء النزاع في السودان، أكدت كل من مصر والسودان أهمية الآلية الرباعية باعتبارها الإطار التنسيقي الرئيسي لدفع مسار التسوية السياسية ووقف العمليات القتالية وتحقيق الاستقرار في البلاد.
جاء ذلك خلال لقاء رسمي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث أعرب الجانبان عن أملهما في أن يسفر الاجتماع المرتقب للآلية الرباعية، المقرر عقده في واشنطن خلال أكتوبر الجاري، عن نتائج ملموسة تسهم في إنهاء الحرب الدائرة بالسودان.
موقف من الآلية الرباعية
الآلية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، كانت قد أصدرت بيانًا دعت فيه إلى هدنة تمتد لثلاثة أشهر يعقبها مسار سياسي لتسعة أشهر، مع حث الأطراف السودانية، بما في ذلك القوات المسلحة والتمرد، على الدخول في حوار مباشر.
إلا أن الحكومة السودانية رفضت البيان، مؤكدة أنه لا يعكس الواقع الميداني ولا يراعي التوازنات السياسية الداخلية.
زيارة رسمية ليوم واحد
وصل البرهان إلى القاهرة في زيارة رسمية قصيرة استغرقت يومًا واحدًا، أجرى خلالها مباحثات موسعة مع الرئيس السيسي، بمشاركة وزير الخارجية محيي الدين سالم أحمد ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
الزيارة جاءت بعد أيام من لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره المصري، حيث ناقشا تطورات الملف السوداني ضمن أجندة إقليمية واسعة.
تأكيد على وحدة السودان
وخلال اللقاء، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض القاهرة لأي محاولات تهدف إلى تقويض استقراره أو إنشاء كيانات موازية للحكومة الشرعية.
كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع الميدانية والجهود الدولية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار.
ملف مياه النيل وسد النهضة
تطرقت المباحثات إلى ملف مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، حيث جدد الجانبان رفضهما لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق، مؤكدين ضرورة التنسيق الدائم لحماية الحقوق المائية للبلدين.
البرهان شدد على تطابق المواقف بين الخرطوم والقاهرة بشأن السد، وضرورة استمرار التشاور والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية.
تطابق في المواقف ودعم مصري متجدد
عقب عودة الوفد السوداني إلى بورتسودان، صرح وزير الخارجية محيي الدين سالم بأن الرئيس المصري أبدى التزامًا واضحًا بدعم جهود استعادة الاستقرار في السودان، مؤكدًا تطابق وجهات النظر بين البلدين في القضايا الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمبادرة ترامب لوقف القتال في غزة، التي اعتبرها الطرفان فرصة لتعزيز السلام في المنطقة.
الوضع الإنساني في دارفور
كما تناولت المباحثات الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الفاشر ومناطق أخرى تعاني من حصار التمرد، حيث أبدى الجانب المصري اهتمامًا بالغًا بهذه القضية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات دولية متصاعدة من تدهور الوضع الإنساني في دارفور، مع صعوبات متزايدة في إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتأثرة بالنزاع.
