
الجنيه السوداني يواصل الانحدار وسط غياب كامل للرقابة النقدية
متابعات_خرطوم سبورت
يواصل الجنيه السوداني تراجعه الحاد أمام العملات الأجنبية لليوم الثالث على التوالي، في ظل تذبذب واسع في الأسعار بين المدن وغياب سلطة نقدية مركزية قادرة على ضبط السوق.
هذا الانهيار لا يُعد مجرد انخفاض في سعر العملة، بل يعكس تحولًا هيكليًا في طبيعة الاقتصاد السوداني، الذي بات يُدار فعليًا خارج مؤسسات الدولة وتحت سيطرة شبكات غير رسمية من المضاربين والمجموعات المسلحة.
أسعار العملات اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025
العملة السعر بالجنيه السوداني
الدولار الأمريكي 3550 – 3700 (متباين حسب المدينة)
الريال السعودي 946.666 – 986.666
الجنيه المصري 74.9419 – 78.1085
الدرهم الإماراتي 967.302 – 1008.17
اليورو 4127.906 – 4302.3255
الجنيه الإسترليني 4733.33 – 4933.333
الريال القطري 975.27 – 1016.48
اقتصاد خارج السيطرة
مصادر اقتصادية أكدت أن الأسواق الموازية أصبحت المحرك الرئيسي لسعر الصرف، بعد أن فقد البنك المركزي قدرته على التدخل، في ظل انقسام مؤسسات الدولة واستمرار الحرب.
وتشير التقديرات إلى أن عمليات المضاربة والتجارة غير المشروعة في الذهب والوقود ساهمت في زيادة الطلب على العملات الأجنبية، مما عمّق من أزمة التدهور الاقتصادي.
تداعيات اجتماعية واقتصادية
هذا الانهيار السريع في قيمة الجنيه السوداني انعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية والخدمات، حيث ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق، وسط تآكل القدرة الشرائية للمواطنين.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى توقف شبه كامل في النشاط التجاري المنظم، ويزيد من نفوذ الاقتصاد الموازي الذي تديره مجموعات مرتبطة بالنزاع المسلح.
تحليل ختامي
تراجع الجنيه السوداني في هذه المرحلة لا يمكن قراءته كمجرد أزمة مالية، بل كعرضٍ لأزمة سياسية واقتصادية شاملة تعصف ببنية الدولة.
فالسوق السودانية للعملة تحولت إلى مؤشر يومي لمدى تفكك المؤسسات، وتراجع سلطة الدولة أمام المجموعات الاقتصادية المسلحة.
وما لم تُستعاد سلطة البنك المركزي وتُفرض سياسات مالية موحدة، فإن الاقتصاد السوداني يتجه نحو نقطة اللاعودة، حيث يصبح التعافي أكثر كلفة وتعقيدًا.








