الاخبار

محمد ادريس يكتب : ورشة قانون الأحزاب.. (الناس في شنو)..!

خرطوم سبورت

 

ورشة قانون الأحزاب.. (الناس في شنو)..!
محمد ادريس
يبدو أن مجلس شؤون الأحزاب السياسية بالبلاد لديه أولويات وشواغل غير التي تشغل السودانيين من حرب شعواء تشنها عصابات الجنجويد على الشعب السوداني، والتداعيات المأساوية قبل أيام باجتياح بارا والفاشر من قبل المليشيا المتوحشة والمتعطشة للدماء وما صاحبها من مجازر بشرية وتطهير عرقي، وإلا ما هي الضرورة الملحة لإنعقاد ورشة ليومين اختتمت اليوم بصالة الربوة عن إصلاح قانون الأحزاب السياسية لسنة 2007 (نحو قانون لبناء أحزاب وطنية من أجل تداول سلمي للسلطة).. الناس في شنو .. ومجلس الأحزاب في شنو ؟!
بينما يعيش العالم ويتفاعل على وقع وصور مأساة الفاشر المتفاقمة بمقتل الآلاف بمن فيهم مرضى المستشفيات الذين اغتالتهم بنادق الجنجويد، نساء يتم تعليقهن على الأشجار، شيوخ يقتلون داخل المساجد؛ وأم تحتضن طفلها الصغير وسط صحراء تشتعل رمالها بنار الحرب وسفاح الفاشر “ابو لولو” يصور جرائمه ويتفاخر بقتل المدنيين العزل، إلا أن مجلس شؤون الأحزاب السياسية لديه أولويات وشواغل أخرى وهي هذه (الورشة) التي لم يجد غير هذا التوقيت لقيامها للحديث بالورقة الأولى عن (نشأة وتكوين الأحزاب السياسية) تقديم البروفيسور عطا البطحاني، والورقة الثانية لمولانا محمد بشارة دوسة (محاور القانون الخاص بالاحزاب السياسية)، ومجموعة نقاش حول مقترحات قانون 2025.. وفعلا الناس في شنو.. ومجلس الأحزاب في شنو وبقية قصة المثل الشعبي السوداني معروفة ..!
وإذا وضعنا في الميزان مساهمات هذه الأحزاب ومجلسها في معركة الكرامة، ماذا قدمت للدفاع عن التراب الوطني من منسوبيها وشبابها، وماذا قدمت للنازحين واللاجئين وماذا قدمت من مواقف: سياسيا واعلاميا لفضح ممارسات المليشيا المتمردة في الجنينة والسريحة وود النورة والفاشر وبارا سنجد ان معظمها غائبا محليا وخارجيا، والحديث الآن عن إصلاح قانون الأحزاب السياسية وتعديل بعض مواد وفقرات قانون نيفاشا يشير إلى ان هذه الأحزاب خارج أجواء المعركة، ونقول لا بأس أن يتم ذلك لاحقا عند إكتمال التحرير للتراب الوطني، فالصوت الآن للبندقية والمجد لها حتى نفك الحصار عن جنوب كردفان ونحرر دارفور من استعمار الجنجويد ونقتص للمكلومين..!
لا يمكن أن تنشغل الورشة بتفاصيل في الوقت الراهن غير مهمة مثل: تعريف (الحزب السياسي) وسلطة التصديق والتسجيل.. والاولوية الآن لتعريف العالم بانتهاكات الجنجويد ومقاومة الحرب الوجودية التي تهدد بقاء الدولة السودانية، لا يمكن أن نهدر الوقت في الحديث عن هل يجوز لعضو الحزب السياسي ان يكون مزدوج الجنسية أم لا / هل يشترط للعضو السياسي أن يكون حاصلا على الشهادة الجامعية/وحصول مؤسس ورئيس الحزب على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، واحقية الأحزاب في ممارسة انشطة تجارية واقتصادية، وفعلا الناس في شنو ومجلس الأحزاب في شنو ..!
ان كانت الحجة الواهية أن البرنامج كان معدا قبل زمن طويل، فإن كثير من المؤسسات والجهات علقت انشطتها التي تم الإعلان عنها قبل شهر وفي مقدمتها السفارة المصرية التي اعتذرت عن عدم إقامة برنامج حفل استقبال بمناسبة إفتتاح المتحف المصري احتراما وتقديرا لارواح شهداء الفاشر وانخرطت كثير من الولايات التعبئة العامة ورفعت الاستعدادات للدرجة القصوى..!
وان كان لا بد من قيام هذه الورشة فهي بعد التحرير .. عقب إكمال قواتنا المسلحة الباسلة (الحسم العسكري) ثم تقضي على التمرد وأعوانه وتعيد إعمار البلاد ثم تعيد الكرة لملعب الأحزاب السياسية ذات الوزن وليس أحزاب (الورق المروس) والختم التي انتقلت من أزقة السوق العربي إلى برندات مدينة بورتسودان.. ورشة في الساحات المفتوحة لا تكلف الدولة سكنا وإعاشة وبنود أخرى من الصرف والنتيحة توصيات عادية يمكن تجميعها عبر لقاءات وحوارات اسفيرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى