الاخبار

محمدابراهيم احمد سالم يكتب : تحول دولي واستراتيجية عسكرية نذر نهاية ملي شيا ال دقلو

خرطوم سبورت

 

تحول دولي واستراتيجية عسكرية نذر نهاية ملي شيا ال دقلو

محمدابراهيم احمد سالم

تشهد الأزمة السودانية منعطفاً حاسماً لا على الأرض فحسب بل وفي الدوائر الدولية التي بدأت تدرك حقيقة الطرف الذي يعرقل استقرار البلاد.
التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي والتي جاءت مغايرة تماماً لسابقاتها تُشكل إعلاناً صريحاً بفشل المشروع العدواني لمليشيا الجنجويد المدعومة إماراتياً.
لعل أبرز ما ميّز تصريحات وزير الخارجية الأمريكية بعد اجتماع وزراء خارجية دول السبع هو الخروج من دائرة العموميات إلى التسمية والمواجهة فلم يعد الخطاب يدور حول وقف الأعمال العدائية بين طرفين متساويين بل تحوّل إلى اتهام مباشر لمليشيا ال دقلو بعدم الجدية في أي هدنة محتملة وكشف النقاب عن نيتها الحقيقية المتمثلة في الاستمرار في القتال الأهم من ذلك كان الطلب الأمريكي المباشر بإيقاف تدفق السلاح إلى المليشيا وهو ضربة استراتيجية لشريان حياتها ومؤشر على أن واشنطن ومعها المجتمع الدولي لم تعد تغض الطرف عن مصدر الدعم الإقليمي الذي يمد هذه المليشيا بقوة الاستمرار.
هذا التحول ليس مجرد بيان عابر بل هو انعكاس لقراءة دقيقة للمشهد من قبل الإدارة الأمريكية التي أدركت أن التعامل مع المليشيا كشريك سياسي هو وهم كبير وأنها أداة تخريب لا تريد سوى تمزيق النسيج الوطني السوداني وإذكاء نيران الحرب لخدمة أجندة الدويلة الطامعة في ذهب السودان واراضيه الخصبة
لم تقف التصريحات الأمريكية وحدها بل هي جزء من تحرك أوسع يشهد تعاطفاً ودعماً متصاعداً للحكومة السودانية الشرعية هذا الدعم الذي يأتي في إطار الاعتراف بشرعية الدولة ومؤسساتها في مواجهة مليشيا طائفية يعزز من مكانة السودان دولياً ويُضعف شرعية المشروع الانقلابي للمليشيا العالم بدأ يرى بوضوح الفارق بين جيش وطني يحمي سيادة بلده ومليشيا مرتزقة تعمل على تأجيج الصراع.
على الصعيد العملياتي تثبت القوات المسلحة السودانية تفوقاً تكتيكياً عالياً يقوم على استراتيجية ذكية تركز على قطع الإمداد وتجفيف منابعه فرض السيادة الجوية الكاملة على أجواء السودان وحدوده لم يعد مجرد تفوق في السماء بل هو أداة حاسمة لخنق المليشيا ومنعها من الحصول على التعزيزات والذخائر والإمدادات اللوجستية التي كانت تصلها عبر حدود مفتوحة هذه الاستراتيجية تشبه إحكام الحصار على ورم خبيث حيث تجبر المليشيا على استنفاد مواردها وتفكك قوتها تدريجياً في معزل عن أي دعم خارجي.
بجمع هذه المعطيات التحول الدولي تضييق الخناق الدبلوماسي على الداعمين والدعم المتصاعد للحكومة الشرعية والتفوق الاستراتيجي على الأرض تتكشف صورة واضحة لمستقبل هذه الأزمة مليشيا الجنجويد وداعميها ومشروع الدويلة التي تقف خلفها لم تعُد سوى صفحة مُظلمة في تاريخ السودان آيلة للزوال.
النصر بإذن الله هو نتاج حتمي لشرعية القضية وبسالة الجيش الذي يحارب من أجل وحدة تراب الوطن وإرادة شعب رفض الذل والاحتلال لقد بدأت معالم نهاية المشروع التدميري تلوح في الأفق وستنطوي هذه الصفحة المظلمة بكل ما فيها من جنجويد ومرتزقة وأذيال ليشرق فجر جديد على السودان حرٌ أبيّ موحدٌ وقوي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى