الهدف الاول
محمدعلي الماحي
قمة والسلام
أضاع الهلال والمريخ فرصة كبيرة في تقديم كرة قدم جذابة ومباراة راقية تعكس تطور الفريقين الفني والخططي و جاءت المباراة عكس المتوقع وافسدها منذ البداية سلوك لاعبي الهلال بنيل بطاقات حمراء متهورة _ يجب أن يعاقبا عليها _ الثنائي ” ياسر ” ” وفوفانا ” ولا أجد أي مبرر للأول وهو يدخل بتلك الطريقة الانتقامية على مهاجم المريخ قباني أفقد فريقه الهلال التوزان وخلط الأوراق الفنية والاستراتيجية التي وضعها فلوران للمباراة، وقبل الاستفاقة من صدمة البطاقة الحمراء الأولى تهور الحارس عيسى فوفانا هو الآخر لتأتي القمة ” كوميديا ” منزوعة الإثارة في عرض من العبث الكروي.
شاهدنا فريق مكتمل العدد لايمتلك أدوات التفوق وآخر ناقص يدافع عن مرماه وسط أخطاء فنية وتدخلات بدنية ورغم ذلك كاد الهلال أن يكسب المريخ وكانت ستكون فضيحة تسير بذكرها الركبان للنادي الاحمر أمام نده التقليدي ، الهلال رغم الإمكانيات الفنية الكبيرة والاستقرار والقائمة المميزة والجودة المتوفرة فشل في تهيئة لاعبيه للمباراة وبدأ الإنفعال جليا في الأداء العام للفرقة الزرقاء التي تعد الأفضل وكان بالإمكان الظهور أكثر هدوء داخل الملعب قياسا على حجم وافضلية الهلال المتواجد في قائمة أفضل ثماني أندية أفريقية.
خرج المريخ منتصراً وهو في حاجة ماسة لذلك بهدف بديع للمهاجم الشاب مبارك الذي خرج من ظل الهلال إلى أضواء المريخ رغم الضجة الكبيرة التي صاحبت تسجيله من الوادي نيالا قبل ثلاث سنوات ولم يحظ بالفرصة وتحول للمريخ في دور اللاعب البديل و كفل فوز تاريخي للمريخ يسهم في استقرار الفريق الذي عانى من تخبط كبير في المواسم الاخيرة.
مباراة القمة لم يكن فيها جديد من ناحية المستوى الفني والتنظيم والصورة العامة للفريقين بل هنالك مباريات في الفترات الاخيرة كانت أفضل بكثير سيما مباريات القمة التي لعبت لحساب دوري أبطال أفريقيا، توقعت مستويات كبيرة ونضوج وأداء عالٍ وراقٍ للفريقين بوجود الكم المهول من الأجانب والاجهزة الفنية والإقامة الطويلة في فنادق خارج السودان ومع غياب الجماهير من الملعب والسلوك الذي ظهر بالبطاقات.. كانت قمة والسلام .
