مقالات

محمد علي الماحي يكتب ؛ المريخ.. تجربة أولى

خرطوم سبورت

الهدف الاول

 

محمدعلي الماحي

 

المريخ.. تجربة أولى

 

 

خسارة المريخ أمام مارينز الرواندي في أولى تجاربه بكيجالي بهدف، لا تستدعي القلق، بل تعكس طبيعة المباريات الودية التي تُبنى على التجريب أكثر من البحث عن الفوز. من المؤكد الجهاز الفني استفاد من هذه التجربة في الوقوف على إمكانيات اللاعبين واكتشاف الثغرات، وهو مكسب حقيقي في مرحلة الإعداد.

 

لكن المطلوب أن يدرك جمهور المريخ أن الوديات لا تصلح للحكم على الفريق أو الجهاز الفني. فقد أثبتت التجارب السابقة أن الانتصارات العريضة على فرق مغمورة في معسكرات سابقة لم تكن سوى سراب، سرعان ما يتبخر مع بداية المنافسات القارية. العبرة دائماً في المباريات الرسمية، حيث تُقاس القوة وتُختبر الجاهزية الحقيقية.

 

المريخ مقبل على امتحان صعب أمام سانت لوبوبو الكونغولي، وهو منافس يتميز بالقوة البدنية والانضباط التكتيكي. التأهل إلى دور المجموعات هنا ليس خياراً بل واجباً يفرضه تاريخ المريخ ومكانته. أي نتيجة غير ذلك ستعيد الفريق إلى مربع الإحباط الذي عانى منه الجمهور كثيراً في السنوات الماضية.

 

المرحلة المقبلة تتطلب معالجة الأخطاء الدفاعية بجدية، وتطوير الفاعلية الهجومية، وتجهيز اللاعبين ذهنياً لخوض مباريات “النفس الطويل”. كما أن الجهاز الفني مطالب بأن يوازن بين التجريب والتحضير الذهني، لأن مثل المواجهات الأفريقية القادمة تحتاج إلى التركيز حتى صافرة النهاية.

 

على الجمهور أن يدرك أن وقوفه خلف الفريق في هذه اللحظة الحرجة أمر في غاية الأهمية حيث يتم بناء فريق جديد بعد نكسة نهائي دوري النخبة، ودعم الفريق بالآراء الإيجابية والصبر لا يقل أهمية عن خطط المدرب ولا مجهود اللاعبين. فالمريخ لا يدخل مجرد منافسة أفريقية ، بل يدخل معركة لفرض هيبته والعودة إلى الواجهة القارية عبر تخطي الأدوار الأولى من أمجد البطولات الأفريقية والطريق يمر بمواجهات أندية قوية ومتمرسة..

 

باختصار: الوديات تُنسى، أما الرسمية فتبقى في الذاكرة. والمريخ أمام فرصة لكتابة صفحة جديدة، عنوانها: العبور إلى المجموعات في هذه النسخة من دوري أبطال أفريقيا واستعادة الكبرياء الأفريقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى