مقالات

وجع الحروف.. ولايات كردفان: هل تتجاوز فُجّة الشراك؟…1*

خرطوم سبورت

وجع الحروف.. ولايات كردفان: هل تتجاوز فُجّة الشراك؟…1*

 

الفخاخ المنصوبة من خلال معركة النهود تذهب في اتجاهات متعددة، حيث تمثل المنطقة ثقلاً اقتصادياً في القطاع الغربي من السودان من حيث المنتجات المتعددة، زراعية وحيوانية، وتسهم بصورة واسعة في الناتج القومي. ووقف أهلها وقفة رجل واحد في إسناد معركة الكرامة، رغم وجود مجموعات من أبناء المنطقة، لكنها في الواقع معزولة عن الموقف الكلي الذي يقفه عميد نُظار السودان الناظر عبد القادر منعم منصور ويصبح فخ الصراعات التاريخية مع بعض المكونات هو الأشد اذي فهل يفطن عقلاء دار حمر ويفوتو الفرصة علي المليشيا؟
🥏للإجابة على السؤال أعلاه، لا بد من تفكيك حزمة متشابكة من الأحداث. ما الذي أضعف الموقف في مدينة النهود واضطر الجيش لإعادة التموضع؟ المتفحّص للوضع الميداني ربما يعود السبب إلى خرق واضح في الجبهة الداخلية للمدينة وفق معطيات متعددة:

@ ازدياد حدة الخلافات وعدم تماسك النسيج المجتمعي للمنطقة بسبب التباين حول التكتل القبلي للمنطقة.
@ زيادة أعداد المتعاونين، وإحداث شرخ واضح أثناء سير المعركة بالمدينة.
@ ضعف الاستجابة لبعض المطلوبات، وضعف التعاطي مع متغيرات مشهد المنطقة.
🥏أسباب منطقية تصبح مؤشراً لحالة التراجع غير المتوقع، مما جعل حالة من الإحباط تسود. ولكن تظل القوات المسلحة قادرة على إحداث فارق المعادلة في المعركة بقوة وعزيمة رجالها.
🥏تعرّضت مدينة النهود للسلب والنهب والاستباحة من قبل المتعاونين مع المليشيا الذين لعبوا دوراً سيئاً. فمن يتوقع أن تتم عمليات تفتيش من بيت لبيت واستهداف رموز اجتماعية، من بينهم الأخ الإعلامي الحسن فضل المولى، لا ذنب لهم سوى أن المليشيا تحمل لستاً تضم عدداً من رموز المنطقة؟ ما يجري من نهب واستباحة للمنطقة يشكل وصمة عار في جبين أبناء المنطقة المنتمين للمليشيا.
🥏رغم كل تلك الجراحات وحالة الخذلان، إلا أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والاحتياط والمستنفرين أبلوا بلاءً حسناً وقدموا معركة يخلدها التاريخ. فالمليشيا سحبت المئات من جرحاها إلى غبيش، وتلقّت ضربات موجعة رغم محاولة خلق زخم لانتصار متوهَّم، لأن إعادة التموضع تُدار بمنهجية علمية عالية، حيث استطاع الجيش تدمير عدد كبير من المتحركات في محاور القتال المختلفة بالمدينة. فهل تعاود الخيول الصهيل بعد كبوتها؟
🥏مشهد النهود يحتاج إلى قراءة متأنية، وحلول تستبعد اللواء جايد من معادلة المشهد، والدفع بشخصية حازمة تعمل على صياغات مجتمعية بعيدة الأمد، وتحشد الطاقات المجتمعية لإسناد الصياد وتقديم الصفوف، أسوة بأهل شمال كردفان، تتجاوز التعبئة المبنية على خطاب الكراهية نحو أفق رحب يجمع ولا يفرق، ويسد ثغرات التعايش المبني على الأعراف السمحاء. فهل تعيد الهجانة والصياد قراءة مشهد الرمال المتحركة؟
🥏أما المشهد في الأبيض، فآمن ولا خوف يزعزع أهل المدينة، لأن الهجانة تمسك بزمام المبادرة وتسيطر على مسارح عملياتها سيطرة كاملة. صدى لأحداث يستحق التوقف، والمواطن يدرك أهمية الإسناد المعنوي للجيش والصياد.

ولنا عودة.

إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الجمعة 2 / 5 / 2025

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى