السمنة ومناعة الجسم: كيف تضعف الدهون جهاز الدفاع الأول
يعرف الكثيرون أن السمنة تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، لكن القليل فقط يدركون أن السمنة أيضًا تُضعف مناعة الجسم، وتُعطّل جهاز الدفاع الطبيعي ضد الفيروسات والبكتيريا. فكيف يحدث ذلك؟ وما الذي تفعله الدهون الزائدة بجهازنا المناعي؟
مناعة الجسم: درعك الأول
جهاز المناعة هو منظومة معقدة من الخلايا والبروتينات تعمل معًا لحماية الجسم من الميكروبات والفيروسات والسرطانات. وعندما يعمل هذا النظام بكفاءة، يتصدى للأمراض قبل أن تنتشر.
السمنة ليست مجرد تراكم للدهون تحت الجلد، بل هي حالة التهابية مزمنة. فالخلايا الدهنية (خاصة في البطن) لا تكتفي بتخزين الدهون، بل تفرز مواد كيميائية تُسمى السيتوكينات الالتهابية، التي تخلق حالة مستمرة من الالتهاب الخفيف داخل الجسم. هذا الالتهاب يُربك عمل جهاز المناعة ويُضعف قدرته على الاستجابة للعدوى بشكل سليم.
كيف تؤثر الدهون على المناعة؟
1. التهاب مزمن: كما ذكرنا، الدهون الزائدة تُفرز سيتوكينات التهابية مثل TNF-alpha وIL-6، مما يجعل الجهاز المناعي في حالة “استنفار دائم”، تُضعف كفاءته بمرور الوقت.
2. اختلال توازن الخلايا المناعية: السمنة تقلل من عدد ونشاط بعض الخلايا المناعية المهمة، مثل الخلايا التائية (T-cells) والخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells).
3. بطء الاستجابة المناعية: الأشخاص المصابون بالسمنة غالبًا ما تكون استجابتهم المناعية أبطأ عند مواجهة الفيروسات مثل الإنفلونزا أو كورونا.
4. ضعف فعالية اللقاحات: أظهرت الدراسات أن لقاحات مثل لقاح الإنفلونزا أو كورونا تكون أقل فاعلية في الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
فقدان الوزن – حتى بنسبة 5-10% فقط من الوزن الكلي – يمكن أن يُحسن وظائف الجهاز المناعي ويُقلل الالتهاب بشكل واضح.
