
الهدف الأول
محمدعلي الماحي
الزمالة.. حين تستعيد أم روابة ابتسامتها
في قلب السودان، حيث تصحو مدينة أم روابة على عطر التاريخ ودفء الناس، ينهض نادٍ اسمه الزمالة، لا كفريقٍ رياضي فحسب، بل كحكاية انتماء وملحمة عزيمة. تحت قيادة الصديق عبدالرحيم حتيلة وشبابه الورد وانصاره العطر ، يمضي النادي بخطى واثقة نحو فضاءات أرحب، يثبت أن الأحلام لا تعرف حدود الجغرافيا ولا تعترف بصغر المدن.
الزمالة لم يأتِ من فراغ، بل جاء من تعب السنين وإرادة الرجال، من أصوات الجماهير التي تصرخ في المدرجات بحب لا يُقاس، ومن إيمانٍ عميق بأن الرياضة ليست لهواً عابراً، بل رسالة تُعيد للأوطان روحها. حين يكتب النادي اسمه في أول مشاركة إفريقية، فإنه لا يكتب مجداً فردياً، بل يكتب قصة مدينةٍ بأكملها، مدينةٍ تعشق الحياة وتقاوم النسيان بابتسامتها الباذخة.
ولأن العزيمة تصنع المعجزات، جاء التعاقد مع شركة ” عملات الكرة الذهبية ” وهي أيادي وافكار سودانية ماهرة ، خطوةً تشبه الحلم، نقلةً تُحاكي إبداع شركة SGC التي أدهشت الأنظار بالزي الخاص بالنادي وتقديمه بهوية ورمزية كردفانية تجسد لوحة من عمق الادب الكردفاني الاصيل . كان المشهد أشبه بلوحة فنية، حيث تلتقي الأناقة بالروح الرياضية، فينعكس نور أم روابة في قلوب كل من يراها.
الزمالة ليس مجرد اسم، بل معنى كامل عزيمة، إبداع، تحدٍ، وإرادةٌ صلبة. هو النادي الذي أعاد للمدينة الساحرة بريقها وملأ قلوب أهلها بالفخر. وحين يهتف الجمهور باسم الزمالة، فإنهم لا يهتفون لفريق فقط، بل لكرامةٍ جماعية، لفرحٍ يشبه المطر حين يغسل وجه الأرض العطشى.
إن الزمالة اليوم ليس مشروعاً رياضياً فحسب، بل رمزاً للسودان الذي نحلم به السودان الذي ينهض رغم الجراح، ويتأنق رغم العثرات، ويصرّ على أن يكون حاضراً في المحافل الكبرى.
فالتحية لأم روابة، والتحية للزمالة، والتحية لكل يدٍ تمتد بالحب والجهد لتصنع مجداً يليق بهذا الوطن الجميل.