
اللقاحات المفقودة… وأطفال بلا مناعة
تُعد اللقاحات واحدة من أعظم إنجازات الطب الوقائي، فقد أنقذت ملايين الأرواح من أمراض قاتلة ومعدية. ومع ذلك، فإن غياب اللقاحات – سواء بسبب النزاعات، أو الأزمات الاقتصادية، أو ضعف البنية التحتية الصحية – يهدد جيلاً كاملاً من الأطفال بالعيش بلا مناعة، في مواجهة أمراض كان من المفترض أن تكون من الماضي.
اللقاحات: خط الدفاع الأول
اللقاحات تعمل من خلال تحفيز جهاز المناعة لإنتاج استجابة وقائية ضد مسببات الأمراض دون أن تسبب المرض الفعلي. تحمي اللقاحات ليس فقط من الإصابة المباشرة، بل تمنع أيضًا انتشار العدوى في المجتمع من خلال ما يعرف بـ”مناعة القطيع”.
اللقاحات المفقودة: الأسباب والواقع
المناطق التي تعاني من الحروب أو الأزمات الاقتصادية، يتعذر توفير بعض اللقاحات الأساسية مثل لقاح الحصبة، وشلل الأطفال، والدفتيريا، والتيتانوس، والسعال الديكي. تتسبب هذه الفجوة في خلق ما يُعرف بـ”الأطفال غير المحصنين” (Zero-dose children) الذين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات الأساسية.
عواقب فقدان المناعة
عندما يُحرم الأطفال من اللقاحات، فإنهم يكونون عرضة لأمراض شديدة العدوى وقاتلة في بعض الأحيان. على سبيل المثال:
• الحصبة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الدماغ، العمى، والوفاة.
• شلل الأطفال قد يسبب إعاقات دائمة أو وفاة.
• الدفتيريا والتيتانوس يسببان اختناقًا عضليًا ومضاعفات قاتلة إذا لم يُعالج المصاب سريعًا.
تظهر في المجتمعات غير المحصنة موجات من الأوبئة، ويموت أطفال بأمراض يمكن الوقاية منها بسهولة بجرعات بسيطة.
العودة للوراء: تحدٍ عالمي
في ظل التحديات الصحية العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، تأثرت برامج التطعيم الروتينية، مما زاد من عدد الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات. ومع النزاعات الممتدة في بعض المناطق، أُجبرت العائلات على النزوح، وتوقفت حملات التطعيم، مما فتح الباب لعودة أمراض كادت أن تُمحى.
الحلول المطلوبة
1. التمويل العاجل لبرامج التحصين في المناطق المتأثرة بالأزمات.
2. توفير اللقاحات من خلال الشراكات الدولية ومنظمات الصحة.
3. الوصول للمجتمعات النائية عبر فرق صحية متنقلة.
4. التوعية المجتمعية لتشجيع الأهل على تلقيح أطفالهم.