
نحن لا نسير في الاتجاه الصحيح..
عثمان ميرغني
لاعب كرة القدم في وظيفة “الهداف”.. أيهما أسهل بالنسبة اليه لإحراز الهدف؟
من ضربة جزاء؟
أم من ضربة حرة مباشرة من خارج خط 18؟
حسابات احراز الهدف تعتمد على ثلاثة عوامل :
(1) المسافة من المرمى.
(2) قوة الركلة.
(3) مهارة اللاعب.
هذه الحسابات لصالح ضربة الجزاء. لأن المسافة أقرب.. والركلة تصل المرمى بقوة أكبر..
ومع ذلك هناك وجه آخر للحسابات.
هو توقعات الجمهور ..
في ضربة الجزاء توقعات الجمهور للهدف تقترب من 100%
في الضربة الحرة المباشرة توقعات الجمهور بالكاد قد تصل 50%.
اذا أضاع الهداف ركلة الجزاء .. لن ينساه الجمهور مدى الحياة.. “أطهر الطاهر”
واذا أضاع الركلة الحرة المباشرة.. سينسى ذلك الجمهور قبل نهاية الشوط.
عندما يقف الهداف أمام الكرة لتنفيذ الركلة.. سيرتفع الاحساس بالتحدي إلى أعلى درجة في حالة ضربة الجزاء.. وبدرجة أقل كثيرا في حالة الضربة الحرة المباشرة.
الاحساس بالتحدي سيكون عنصرا مهما في تحقيق الهدف. بمعادلة طردية ..كلما زاد التحدي ، زاد احتمال تحقيق الهدف.
أشبه بقفزة فوق سور ارتفاعه نصف متر فقط ..على سطح الأرض..
مقابل القفز فوق سور بنفس الارتفاع لكن معلق بين برجين من 60 طابقا.
ارتفاع القفزة المطلوبة واحد.. لكن الاختلاف في ارتفاع درجة التحدي.
يزداد التحدي في القفز بين البرجين لدرجة تدفع لزيادة التركيز .
هذه صورة دقيقة لوضع أي مسؤول في أي مستوى.
إذا قل الاحساس بالتحدي ..تقل الحاجة لبذل المجهود والتركيز لانجاز الأهداف.
وإذا زاد الاحساس بالتحدي. يرتفع للمجهود والتركيز..
مثلا:
والي ولاية.. ليس أمامه خطة عمل.. ولا أهداف محددة.. ولا جدول مواقيت لتسليم الاعمال.. ولا جهة للمحاسبة.. والرأي العام لا يحاسب على العمل بقدر ما يحاسب على المظهر والصور التي تبث في مواقع التواصل لانجازات صغيرة مثل افتتاح “تكية”، او نظافة شارع، او زيارة شخصية مجتمعية في بيته..
هنا يقل الاحساس بالتحدي.. و السباق مع الزمن.. وتحقيق الأهداف.
والصورة المقابلة:
والي ولاية.. محاسب على خطة موضوعة بالأهداف و المواقيت..
كلما أشرقت شمس الصباح نظر لجدول الاعمال كما ينظر الطالب لورقة الاجابة في الامتحان ثم لعقارب الساعة وهي تمضي نحو نهاية الزمن.
رئيس الوزراء .. يقترب الشهر الثالث .. ولم يكمل تشكيل حكومته.. ولم تبدأ الحكومة أعمالها.. ولا خطة لحكومة الأمل حتى الآن..
لو كانت ضربة جزاء.. والجمهور ينظر و يهتف ويصفر.. و اجتمعت عوامل التوتر والاحساس بالتحدي.. و صفارة الحكم ستنطلق لتعلن تنفيذ الركلة..
لكانت الحكومة شُكلت في الأسبوع الأول..
وأكملت خطتها وقدمتها للجمهور في الأسبوع التالي.
ومن الأسبوع الثالث بدأت الثمار تظهر.. والنتائج تتحقق.
لكن.. للأسف “حبل المهلة يربط ويحل..”
نحن لا نسير في الاتجاه الصحيح.
#حديث_المدينة الأربعاء 6 أغسطس 2025