الهدف الاول
محمدعلي الماحي
الممتاز..معاناة مشتركة
ست جولات مرت من منافسة الدوري الممتاز ورويدًا رويدًا ياخذ الدوري طابع الجدية والإثارة بعد بداية فوضوية ، ربما لم تكن الأندية تتوقع أن يكون هناك دوري ومباريات وتنافس ، بعد الوصول للمدن وخوض الجولات الأولى أدركت الأندية ان الامر جد ويجب أن تتعايش مع واقع تنافسي أفرزته الحرب ووجوبية لعب دوري حتى تستمر مشاركات الأندية والمنتخبات السودانية في المحافل الخارجية بحسب الإتحاد السوداني وتفادي العقوبات والهبوط .. الدوري الذي سعى الإتحاد لإقامته بأي شكل وصورة لأيهم كيف تقيم الفرق وأين وماذا تأكل وتشرب ؟ المهم العبوا… الإتحاد نفسه على لسان أعضاء يقر بالمعاناة والتشوهات في بطولته الأولى.
تابعتُ مباريات الدوري الممتاز من الجولة الرابعة وبحكم التواجد في مدينة كوستي ورغم كل المعاناة ألحظ إرتفاع نسبي في مستويات الفرق مع الوصول للجولة السادسة وبات الجميع يتكيف مع المنافسة وإن كانت المشكلات تحيط بالبطولة إحاطة السوار بالمعصم وهي مشكلات داخل وخارج الملعب .
المعاناة هي القاسم المشترك في هذه النسخة خاصة بمجموعة الغرب ، معاناة تبدأ بالسكن وتتنهى بالأخطاء الفردية والذهنية والمستويات الضعيفة وقلة الخبرة والجودة في الفرق وإن كان هذا الأمر أي قلة الجودة تتراوح نسبها من فريق لآخر لذلك من الصعب تصنيف فريق بعينه يغرد خارج السرب وسط تشابه وتنافس في أخطاء التمرير والاعتماد على اللعب الطويل وتسجيل الأهداف باخطاء غريبة والاعتماد على الإرتجال او موقف ثابت عشوائي يصنع الفوز .
وأقع الحرب فرض على الأندية الإقامة في مقار لاتصلح للبعثات الرياضية وتفتقد للتوزيع العلمي وهي بيوت تم وضع اللاعبين والاجهزة الفنية والإدارية للإقامة فيها بأي شكل دون مراعاة أن الابداع والتنافس يتطلب إقامة مريحة وخدمات أساسية تفتقدها ( البيوت ) التي ( تسكنها ) الأندية وتعاني من إفرازات بيئية تعايشت معها البعثات في صمت وسط إكتظاظ للمدن بالفارين والقادمين من مناطق النزاع وجدت الأندية نفسها وسط سيف عقوبات مُسلط عليها من جانب الإتحاد في حال الغياب ومعاناة لاتقتصر فقط على نقص الخدمات وانقطاع الكهرباء والباعوض ونقص الوجبات وسوء ملاعب التدريبات لذلك لن نطالب اللاعبين بتقديم مستويات فنية عالية في ظل وضع ( أليم ) حيث تقف كرة القدم وتستمتد روعتها من الراحة والتدريب والتغذية فهل هذه العوامل متوفرة لنرى مستويات مميزة ؟ علاوة على عدم وجود وقت للمدربين لتدريب اللاعبين بسبب ضغط البرمجة ودخلت الفرق للدوري دون فترة تحضيرات بل هناك فرق لازالت ترمم صفوفها وتستقبل لاعبيها بعد وصولها بعدد محدود من اللاعبين .
لازالت ابحث عن الدوري الممتاز في نسخته المعروفة ووجهة نظري أن المنافسة الحالية بطولة زائفة بإخراج لايرضي المشاهد لكن يجب أن تتأقلم الجماهير ونستبشر بمباريات قادمة أفضل ترتفع فيها المستويات بعد الوصول لجهوزية بدنية أفضل وخلق (روتين ) بين العناصر والاجهزة الفنية التي مزقت أفكارها الحرب ، الحرب قللت من أجساد اللاعبين ( وصغرت ) عقولهم وأصبحت المباريات ( عك ) ومسرح عبثي للتمريرات و القرارات الخاطئة في صورة أقرب لدوريات الهواة والليق أو قل دوري ممتاز يتخذ شكل أقرب لدوري الأولى في إحدى الإتحادات الفرعية التي لا مقومات رياضية فيها .
