حرب البنايات العالية
كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
كتبنا كيف أن الجيش السوداني قد أضاف مصطلح ” التحام الجيوش ” في اساليب القتال ..
والآن أقول : كنا نسمع في الحروب بحرب المدن ، وكنا نسمع بحرب المناطق المكشوفة ، وبحرب الأحراش والغابات .. ولكننا ما سمعنا – قط – بحرب البنايات العالية !
الحرب التي تعلن فيها الجيوش الجبارة في خطاباتها وبياناتها ” بأنها قد تبقت من إحتلال مكان ما – عشرة أمتار فقط .. وتقف في هذه الامتار العشرة أسابيع ، ولتعبر زقاقاً بعرض خطوات تقف أياماً !.
هذه هي حرب البنايات العالية .. وهذه هي التي كانت تحصل بين كل برجين من أبراج مقرن الخرطوم .. خاضها الجيش السوداني – هذا النوع من الحرب “النوعية” – بجدارة وإقتدار ، وبمهنية عالية منقطعة النظير والمثال ، فأضافت – فيما أضافت – نوعاً جديداً في أنواع الحروب ” حرب البنايات العالية “..
فما ترون في جيش خاض حرباً مثل هذه ، وانتصر فيها وهضمها ، ما ترونه هو فاعل في حربٍ في مدن في ” السهلة ” مكشوفة ، كالضعين وزالنجي ونيالا والجنينة ؟!
ولهذا ستهرع أطراف هنا وهناك لوقف هذا الجيش المعلم من تقدمه ، ولكن هيهات ،،
وسورتود يحييكم
