مقالات

“من الغازات السامة إلى المياه الملوثة: التأثيرات الصحية لتلوث البيئة في مناطق الحروب”

خرطوم سبورت

“من الغازات السامة إلى المياه الملوثة: التأثيرات الصحية لتلوث البيئة في مناطق الحروب”

تلوث البيئة في مناطق الحروب ليس مجرد أثر جانبي، بل هو سلاح غير مباشر يفتك بصحة المدنيين على المدى القريب والبعيد. ومع تصاعد النزاعات حول العالم، من الضروري أن يولي المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والبيئية اهتمامًا جديًا لرصد هذه التأثيرات والحد منها، والعمل على إعادة تأهيل البيئات المتضررة كجزء من جهود التعافي وإعادة الإعمار.

أولًا: الغازات السامة والأسلحة الكيميائية

الحروب الحديثة لا تستخدم فقط الأسلحة التقليدية، بل تشمل أحيانًا الغازات السامة كجزء من الصراع، مثل:
• الكلور والسارين والفوسفور الأبيض: تؤدي هذه المواد إلى اختناق، حروق كيميائية، تلف دائم في الجهاز التنفسي، وأحيانًا الموت الفوري.
• الآثار المزمنة: قد يعاني الناجون من أمراض رئوية مزمنة، التهابات مستمرة، وضعف مناعة الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية ناتجة عن التعرض المباشر لهذه المواد.

ثانيًا: تلوث المياه

نتيجة تدمير شبكات الصرف الصحي أو اختلاط مياه الشرب بالمخلفات الكيميائية والعسكرية، تنتشر العديد من الأمراض:
• أمراض الجهاز الهضمي: مثل الكوليرا، التيفوئيد، الزحار، والالتهابات المعوية.
• التسمم بالمعادن الثقيلة: مثل الرصاص والزئبق، والتي قد تسبب تلفًا في الكبد والكلى والجهاز العصبي، خاصة لدى الأطفال.

ثالثًا: تلوث التربة والغذاء

المخلفات الحربية والمقذوفات المدفونة في الأرض تسرب مواد سامة تؤثر على الزراعة:
• نباتات ملوثة: تنقل المواد السامة إلى السلسلة الغذائية.
• أمراض سرطانية وتشوهات خلقية: أظهرت بعض الدراسات في مناطق شهدت قصفًا مكثفًا ازديادًا ملحوظًا في معدلات التشوهات الخلقية والسرطانات، خصوصًا بين الأطفال.

رابعًا: تدهور الصحة النفسية المرتبط بالبيئة الملوثة

التعرض الدائم لبيئة سامة، سواء عبر الهواء أو الماء أو الغذاء، يزيد من مستويات القلق والاكتئاب، خاصة عندما تكون المصائب البيئية مصاحبة للحرمان من الرعاية الصحية.

خامسًا: ضعف أنظمة الرعاية الصحية

في كثير من مناطق الصراع، يكون النظام الصحي منهارًا أو غير قادر على الاستجابة للكمّ الهائل من الحالات الناتجة عن التلوث:
• نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
• غياب الكوادر المتخصصة.
• صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية.

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى