
د.محمد عبد الرحمن يكتب:سوء التغذية عند الأطفال في مناطق النزاع
يُعد سوء التغذية من أخطر التحديات التي تواجه الأطفال في مناطق النزاع، حيث يؤدي إلى عواقب صحية ونمائية قد تمتد مدى الحياة. في ظل الحروب، تتدهور الأوضاع المعيشية بشكل حاد، مما ينعكس مباشرة على صحة الأطفال، لا سيما في سنواتهم الأولى التي تمثل المرحلة الذهبية للنمو الجسدي والعقلي. تشير تقارير اليونيسف إلى أن أكثر من 45 مليون طفل حول العالم يعانون من الهزال الحاد، ويُعزى جزء كبير من هذه الحالات إلى النزاعات المسلحة.
أولًا: أسباب سوء التغذية لدى الأطفال في مناطق النزاع
1. انعدام الأمن الغذائي
• يؤدي تدمير البنية التحتية والتهجير الجماعي إلى انقطاع سلاسل الإمداد الغذائي.
• يرتفع سعر المواد الغذائية الأساسية، مما يجعلها بعيدة عن متناول معظم الأسر.
2. توقف برامج الدعم الغذائي
• غالبًا ما تتوقف برامج التغذية المدرسية أو الإغاثية بسبب عدم قدرة المنظمات على الوصول إلى المناطق المتأثرة.
3. نقص الرعاية الصحية
• غياب الخدمات الصحية الأساسية يعني غياب المتابعة لنمو الطفل، وتفاقم أمراض مرتبطة بسوء التغذية كالإسهال المزمن والالتهابات.
4. تردي الوضع النفسي للأمهات
• الضغط النفسي وسوء التغذية لدى الأمهات يؤثر سلبًا على الرضاعة الطبيعية، وهي مصدر الغذاء الرئيسي للأطفال الرُضع.
ثانيًا: أنواع سوء التغذية الشائعة بين الأطفال في النزاع
النوع الوصف الأعراض
الهزال (Wasting) نقص شديد في الوزن بالنسبة للطول نحافة شديدة، ضعف عضلي، خمول
التقزم (Stunting) نقص الطول بالنسبة للعمر بسبب سوء التغذية المزمن تأخر في النمو، صغر في الحجم مقارنة بالأقران
نقص المغذيات الدقيقة مثل الحديد، الزنك، فيتامين A ضعف المناعة، تأخر ذهني، مشكلات في الرؤية والنمو
ثالثًا: العواقب الصحية لسوء التغذية
• ضعف شديد في الجهاز المناعي، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
• تأخر النمو العقلي والمعرفي، مما يؤثر على التحصيل الدراسي مستقبلاً.
• ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة، خاصة في حالات الهزال الحاد.
رابعًا: حلول واستراتيجيات لمواجهة سوء التغذية
1. التغذية العلاجية الطارئة
• توزيع الأغذية العلاجية الجاهزة (مثل Plumpy’Nut) في المناطق المتضررة.
• توفير مكملات غذائية عالية الطاقة للأطفال المصابين بالهزال.
2. استمرار برامج التغذية المجتمعية
• دعم الأمهات بالرضاعة الطبيعية، حتى في مراكز النزوح أو اللجوء.
• تدريب المجتمعات المحلية على اكتشاف حالات سوء التغذية مبكرًا.
3. المتابعة والتقييم
• إنشاء نقاط صحية لمراقبة نمو الأطفال وتقديم العلاج المبكر.
• دمج برامج الصحة النفسية للأمهات ضمن خطط مكافحة سوء التغذية.