
عبدالمنعم شجرابي يكتب : الزنج.. والعرب.. والحلب
مقتطفات الجمعة
في بلادي العزيزة حرب بلا بنوك دم (وهنا شُولة)، وبلا مصانع للأطراف الصناعية (وهنا نقطة)، وبلا متحف حربي (وهنا فقرة).
في بلادي حرب لا يُكتب عنها وتوثَّق فقط في رؤوس شهود العصر (وهنا تُفتح الكتب).
في بلادي حرب بلا إعلام خارجي (وهنا تُغلق الشاشات وتُرفع الصحف).
الهلال يشارك أفريقيًا ضد فرق ساخنة دورياتها منتظمة، ومشاركته بالتمارين فقط أشبه بفنان يصعد المسرح ليغني بلا بروفات، وفرقته كل عازفٍ من بلد!
قال (الحزب إياه) إنه سيعيد فتح داره بالخرطوم… ولا تعليق.
فرقة العقارب، فرقة الديوم الشرقية، فرقة البلو ستارز، فرقة وليم أندريه، فرقة كمال كيلا، فرقة بوليس السكة الحديد عطبرة، فرقة دانا، ومعها فرق جاز أخرى — كلها تساقطت، وانطفأ الجاز.
وبقيت شامخة أغنية الشمال.. أغنية الطمبور، التي يهملها التلفزيون عمدًا متعمدًا في بثها.
أهملوا وتجاهلوا حسناتها، وبحثوا عن سلبياتها، ونقّبوا عنها.
ودولة (56) التي لم يَرَوا فيها شيئًا جميلًا، كفاها أنها ضمت في أمنٍ وسلامٍ سحنات ولهجات وديانات مختلفة بلا تمييز، كانت بحق:
دولة العرب والزنج والحلب.
حكومة لا قادرة تخفّض رسوم الجامعات، ولا قادرة على رسوم المدارس…
عليك الله يا شجرابي، ود خيتي ست الجيل، دي حكومة شن فايدتها وشن طعمها؟
الناس ديل كان مشوا، كان أحسن!
حقيقة يا بت أحمد، رسوم التعليم في كل المراحل مشكلة، وبناء الأوطان لا يكون إلا بالعلم والتعليم.
بت أحمد، ربنا يحفظك ويملا جوفك صحة وعافية.
في ذمّة الاتحاد السوداني لكرة القدم آلاف الدولارات التي تعاقد بها الهلال مع جهاز فني ولاعبين وطنيين وأجانب.
في ذمّته مبالغ تسيير شهرية يسددها الأزرق، وفي ذمّته الهلال الذي يريد أن يرمي به خارجيًا بلا تنظيم دوري!
الاتحاد يعمل على إضاعة تاريخ وحاضر الهلال، وبعد الله القوي العزيز، للهلال شعبٌ يحميه.
خبر قصير بعدة أسطر يشير إلى نقل جثامين الدعامة المدفونة بجامعة أفريقيا العالمية…
والمقابر أكبر بكثير من الخبر.
وغيرها كثير، وكثير مات أصحابها بسوء الخاتمة، وتنتظر النبش من منظمة حسن الخاتمة، والمنظمة قادرة.
بشكاوى مبرّرة، يشكو مواطن الداخل من عجوزات المحليات، ويشكو مواطن الخارج من عجز سفاراتنا، والرسوم العالية بالجنيه والدولار هي القاسم المشترك.
وحظ المواطن المسكين هنا وهناك… “عاوز كده”!
قال الممثل العالمي الراحل شارلي شابلن:
“ابكِ تحت المطر حتى لا يرى الناس دموعك.”
ولهم الله بنو وطني، وهم يبكون تحت المطر، وفيضان دموعهم يرفع منسوب الفيضان، الذي يغرق ما لم تحرقه الحرب.
(والجاتنا تختانا).
🤲 اللهم ارحم والدينا وجميع موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وأصلح حالنا وحال بلدنا، وأعدنا إليه وأعده إلينا آمنًا مطمئنًا.
عبد المنعم شجرابي