مقالات

إبراهيم جمعة يكتب: ولايات كردفان: (محطات للتوقف.. مساحة للأمان).. 5

خرطوم سبورت

وجع الحروف

ولايات كردفان:
(محطات للتوقف.. مساحة للأمان).. 5

نعود ونقرأ مشهد ولايات كردفان لمزيد من الطمأنينة العامة، حيث كثفت القوات المسلحة من عمليات الاستنزاف لعناصر المليشيا وكسر شوكة التجمعات.
الشاهد أن الملي شيا حاولت الاستفادة من إسقاطات أحداث الفاشر في تعبئة حواضنها بغرض الاستنفار، رغم حالة العزوف العام وشعور قيادات المناطق بورطة الهجوم على الفاشر، حيث أدت الانتهاكات المتعاظمة إلى تغيّرات جوهرية في المواقف الدولية، وأصبحت المناداة بتصنيف الملي شيا ضمن الجماعات الإرهابية وفق منطوق القانون الدولي، وتصاعدت الإدانات الدولية، مما أربك الموقف الداخلي للإمارات، الداعم الرئيس للمليشيا، وقد ازداد الحال سوءًا بعد اشتداد الضربات الجوية، حيث اعترفت قيادات على مستوى سيطرة المليشيا بنيالا بخسارة (522) عربة قتالية في الضربة القاسية بعد سقوط الفاشر، ولا زالت المليشيا عاجزة عن حصر تمام قوتها وفق إفادة داخلية من نيالا، فهل تؤثر تلك الأحداث على محور كردفان؟
الشاهد أن محور كردفان يشهد ضغطا متواصلا أدى لخسارة فادحة للملي شيا في كل المحاور، حيث خسرت المليش يا في جنقارو الطوال قوة معتبرة، لم ينجُ من القوة إلا سبعة من بينهم حسين برشم المصاب إصابة بالغة، في وقت هلك فيه هاشم ديدان، ويحاول الفوتي تجميع فزوعات محلية شمال وغرب بابنوسة ومنطقة زرقة أم حديد، حيث تشمخ الفرقة (22) برجالها بقيادتها وربانها اللواء معاوية وأركان حربه الشرفاء.
الإشارة أعلاه تكشف عن تراجع الملي شيا من منطقتين من الدبيبات نحو سموعه وغابة أم شوكة، وفي شمال كردفان من حول المزروب انسحابًا غربًا بعد خسارة (7) عربات قتالية الجمعة 31 /10 /2025، في وقت هاجم الجيش من منطقة كرتالا قوة المليشيا في منطقة الرجول، حيث استلم عدد (8) عربات قتالية من بينها (2) صرصر، فهل تكشف المعركة عن وجه آخر للقوات المسلحة؟
أما المشهد في شمال كردفان فيكشف عن تدمير (22) عربة قتالية في مناطق بوتي وأبوقعود والطينة، وتصل الخسارة البشرية في بوتي وأبوقعود لوحدها عدد (129) عنصرًا من بينهم عدد (65) قتيلًا، ومن بين القتلى الرائد سعيد السعودي من أبناء بابنوسة، والخسارة غير شاملة لخسارة ضرب تجمعات المليش يا في منطقة فنقوقه للغرب من أم جمط، حيث تجاوزت الخسائر (34) عربة قتالية.
المشهد يكشف عن طلعات طالت المقنص وجريجخ وأم قرفة والمزروب وأم مراحيك، حيث شنت المسيرات هجومًا على الحرازة ومركز الشرطة وعيال بخيت والنهود، حيث دُمّر جهاز مهم للتشويش يخص المليشيا، فهل نشهد تحولًا متسارعًا في مسرح عمليات كردفان؟
الواقع أن ما جرى الجمعة والسبت عزّز من قدرة فرق الهجانة والصياد والقوات المساندة في بسط الأمن وحالة الاستقرار العام، حيث تدحض كل تلك الوقائع دعاية المليش يا ومحتوى صناعة التخويف التي تقودها عناصر الحرية والتغيير، القوة الشريكة للملي شيا في جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة، فهل سقط قناع المنادين بشعار (لا للحرب)؟ وهل تعزز الدعوة لتجديد الاستنفار العام قوة التماسك المجتمعي وإرادة المساندين للقوات المسلحة؟

ولنا عودة

إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
السبت 1 /11 /2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى