
إبراهيم جمعة يكتب: (الملي شيا: لم ترَ من الفيل إلا أذنيه!)..1
سألني صديق: كتبت رشا عوض (الحكومة تستخدم المواطنين دروعاً بشرية في الأبيض)، فأجبت: رشا لم تقرأ التاريخ، فالأبيض مدينة استقبلت المهدي، وقاتلت المستعمر، وأَسَّسَت نواة الدولة السودانية الحديثة، وإنسانها غير منشغل بغبائن الكراهية التي تحرك عناصر القوى السياسية، وأولها بعض (عويش) شركاء المليشيا الذين لا يدركون خصائص وصفات الشعوب في كردفان.
أهل الأبيض لم يغادروا المدينة، ومن خرج قلة منهم ممن تعرضوا لضغط المل يشيا في ولايات الجوار وبعض أصحاب المصالح، وخرجوا عبر الميناء البري في حركة السفر المعتادة، لا كما تصوّر بعض المواقع التابعة لشركاء الملي شيا. فازداد عدد الباصات المغادرة للمدينة زيادة طفيفة، فهل منعت حركة البصات السفرية؟.
بالتأكيد الإجابة (لا)، مما ينفي صحة رواية رشا عوض وغيرها من شركاء الملي شيا وأصحاب الأغراض، فالمدينة كعادتها تسير فيها الحياة كما كانت، لا شيء يتهددها الآن، لأن الهجانة والصياد والمخابرات والمشتركة وبقية المجموعات تحرس كردفان وتعرف كيف تصطاد (الغزلان الشاردة).
على مستوى مسرح العمليات في ولايات كردفان، جنوباً تراجعت المل يشيا من الدبيبات نحو سموعه وغابة أم شوكة، وقد تلقت ضربات ضاغطة في غرب كردفان أيضاً، خاصة القطاع التابع للفرقة (22) بابنوسة، وسنورد لاحقاً حجم الخسائر البشرية.
في شمال كردفان، الموقف يكشف ضربات دقيقة أدت إلى مقتل (76) عنصراً في كلٍّ من جريجخ وغرب المقنص، وتدمير عدد (16) عربة قتالية من بينها راجمة (12) دليل، وعدد (29) عربة قتالية في غرب أبو قعود، حيث تكشف الضربات عن خسائر فادحة وسط المليشيا.
الإشارات أعلاه بالتأكيد تكشف أن لا شيء يتهدد الأبيض، وما يجري على صفحات الميديا مجرد دعاية يقودها كما قلنا عناصر الحرية والتغيير، وقد أضحى الكذب الصراح عنواناً لمقالاتهم، وتظل حرب الدعاية هي العنوان الأبرز لما يجري حول الأبيض.
فقد خسر الساسة الشركاء للمليشيا بصمتهم المخجل على جرائم حرب المليشيا، وما تأييدهم إلا محاولة لاستغلال الموقف كرافعة تعود بهم إلى سطح المشهد، فهل يرضى الشعب بشركاء عمليات النهب والاغتصاب والتشريد كقيادة له؟.
الشاهد أن الموقف في مسرح عمليات كردفان يكشف أن الملي شيا لم ترَ من فيل الصياد، الهجانة والمخابرات والمشتركة وبقية القوات، إلا أذنيه.
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الإثنين 3 /11 /2025








