
الصيام كأداة لتحفيز حرق الدهون: آليات وفوائد صحية
يُعتبر الصيام، سواء كان صيامًا دينيًا أو نظام الصيام المتقطع، من الأساليب التي يمكن أن تُساهم في تعزيز عملية حرق الدهون في الجسم. عند الامتناع عن تناول الطعام لفترات محددة، يستنفد الجسم مخزون الجلوكوز (السكر) في الدم، مما يدفعه إلى استخدام الدهون المخزنة كمصدر بديل للطاقة. تُعرف هذه العملية باسم “التحول الأيضي” أو “التبديل الأيضي”، حيث ينتقل الجسم من حرق الجلوكوز إلى حرق الدهون.
آلية حرق الدهون أثناء الصيام:
بعد مرور عدة ساعات من الصيام، يبدأ الجسم في استهلاك مخزون الجليكوجين (الشكل المخزن من الجلوكوز) في الكبد والعضلات لتلبية احتياجاته من الطاقة. عند نفاد هذا المخزون، يبدأ الجسم في تكسير الدهون المخزنة في الخلايا الدهنية لإنتاج الأحماض الدهنية والجلسرين، والتي تُستخدم كمصادر للطاقة. تُعرف هذه العملية باسم “تحلل الدهون” أو “ليبوليسيس”. يتم تحويل الأحماض الدهنية في الكبد إلى أجسام كيتونية، والتي يمكن أن تستخدمها الأعضاء المختلفة، بما في ذلك الدماغ، كمصدر للطاقة.
فوائد الصيام في حرق الدهون:
1. فقدان الوزن وتقليل دهون الجسم: أظهرت دراسات أن الصيام المتقطع يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن بنسبة تتراوح بين 3-8% خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 24 أسبوعًا. كما لوحظ انخفاض بنسبة 4-7% في محيط الخصر، مما يشير إلى فقدان دهون البطن.
2. تحسين الصحة الأيضية: يساهم الصيام في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
3. تعزيز صحة القلب: قد يؤدي الصيام إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.