
زاوية تانية
*تحرير الخرطوم ،بشريات وفظائع*
*✍️د.آمنة محمد عبدالرحمن الإمام*
من أصعب المواقف التي تعرضت لها في الكتابة موقفي هذا وانا استجدي الحروف فتأبى ان تطاوعني فالموقف أكبر منها..وكل شيئ فيه قد بلغ منتهاه،رأينا أسمى معاني التضحية والبسالة والجسارة والفداء،كما راينا أسوأ وأقبح سلوكيات يمكن أن تنسب لبشر ،وما شهدناه من مشاهد وجرائم لم نشهدها الا في أفلام الأكشن والرعب. تحرير الخرطوم ثمنه أرواح نقية وشهداء اطهار،دماء زكية،عمليات فدائية تشرح الصدر وتأكيد المؤكد عن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها في معركة الكرامة .
قصص مرعبة وروايات يشيب لها الراس ومشاهد حقيقية وتجارب افقدت البعض ذاكرتهم من هولها وقسوتها والبعض الآخر رحمهم الخالق بالموت لتصعد أرواحهم عنده تشكو إليه ظلم وجبروت الذين لا يعرفونه ولا يخافونه.
صور مخيفة أغرب من الخيال،شيوخ ،اطفال
دكاترة جامعات،قوات نظامية،موظفين،تجار،طلاب،أصحاب مهن مختلفة صارت اجسادهم هياكل عظمية يغطيها اللحم وستر الله الذي حفظ ارواحهم. و تعتبر هذه واحدة من أسوأ الإنتهاكات إنسانية على مر التاريخ.
يجب على الشعب السوداني ان يعي الدرس جيدا،وأن لا يفرط في سيادة البلد وكرامتها وأن لا يقع فريسة لسماسرة السياسة وتجار الأخلاق الذين لم تحرك فيهم هذه الفظائع ساكناً ولم يفتح الله عليهم بإدانة أو شجب أو إستنكار أو حتى حزن أو أسى على أبرياء مورست فيهم أبشع صور السادية.
السودان فقد الكثير من ابنائه الخلص الذين ضحوا لاجله،كما فقد الكثير من مكتسباته على مر السنين ،ولكنه كسب درساً مفيداً وقوة دافعة للبناء والتعمير.
تحررت الخرطوم بفضل الله وتضحيات الأوفياء وماتزال المعركة مستمرة وظننا في الله لا يخيب والتصرف قريب بإذن الله.
النصر للقوات المسلحة
هجانة فوووق وكلنا جيش